أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جحجح

صفحة 83 - الجزء 1

  تعالى يوم القيامة». وتَجَاثَوْا على الرُّكَب، وجَاثَى خصمَه مجاثاة. وصار فلان جُثْوَةً من تراب؛ قال طرفة:

  تَرَى جُثْوَتَينِ من ترابٍ عليهِما ... صَفائحُ صُمُّ من صَفيحٍ منضَّدِ

  جحجح - سيّد جَحْجاحٌ: مسارع إلى المكارم، من قول بعض هذيلٍ: غلامي بشِعْبِ كذا يخبِط ويُجَحْجِحُ أي يُسرع فيه، وقومٌ جَحاجِحُ وجَحاجِحَةٌ؛ قال ابن الزِّبَعْرَى:

  ما ذا بِبَدْرٍ فالعَقَنْ ... قَلِ من مَرَازِبَةٍ جَحاجحْ

  وجَحجَحَتْ فلانةُ بولدها: جاءت به جَحْجاحاً. وجَحجَحَ عن الأمر: كَفّ ونكَصَ. يقال: حَمَلُوا ثمّ جَحْجَحوا.

  جحد - جَحَده حقَّه وبحقّه جَحْداً وجُحُوداً. وما أنت إلّا جاحِدٌ جَحِدٌ أي قليل الخير، وفيك جُحْد وجَحَد كعُدْمٍ وعَدَمٍ، وقد جَحِدَ فلانٌ وأجْحَد؛ قال الفرزدق:

  لبَيضاءَ من أهل المَدينَةِ لم تَذُقْ ... يَبِيساً ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِد

  وقِلّة الخير على معنيَين: الشحّ والفقر. ويقال: قد جَحِدَ عامُنا، وعامٌ جَحِدٌ.

  جحر - جَحَرَتِ الضِّبابُ، وانجحرَتْ: دخلت في جِحَرَتِها؛ قال:

  ولا تَرى الضّبّ بها يَنْجَحِرُ

  وأجْحَرَها المطرُ.

  ومن المجاز: حَصّني جُحْرَكِ. ومنه قول عائشة ^: «إذا حاضَتِ المرأةُ حَرُمَ الجُحْرَانِ». أي اجتمع الاثنان في الحرمة بعد ما كانت الحرمة في أحدهما. ودخلوا في مَجَاحِرِهم أي في مَكامِنِهم، وأجْحَرَهم الفَزَعُ، وأجحرَتِ السنةُ النّاسَ: أدخلتْهم في المَضَايق، ولذلك سُمّيت جَحْرَةً. يقال: أقحمتهم الجَحْرَةُ؛ وقال الحطيئة:

  وَجَدْتُكُمْ لم تَجْبُرُوا عَظْمَ مُغْرَم ... ولا تَنحَرُونَ النِّيبَ في الجَحَرَاتِ

  وجَحَرَتْ عَينُه: غارت. وجَحَرَ الربيعُ: احتبس؛ وأنشد أبو زيد:

  لَنِعْمَ القوْمُ في الأزَماتِ قَوْمي ... بَنو كَعْبٍ إذا جَحَرَ الرّبيعُ

  كُهُولٌ مَعْقلُ الطُّرَداء فِيهِمْ ... وفِتْيانٌ غَطَارِفَةٌ فُرُوعُ

  جحش - فلان يرتبطُ الجِحاشَ.

  ومن المجاز: هو جُحَيْش وحدِه، وعُيَير وحدِه، في ذمّ المستبدّ برأيه، والمستأثر بكَسْبه. وجاحَشَ عن خَيْطِ رقبته إذا دافع عن نفسه. وفي مثل: «الجَحْشَ لمّا بَذّك الأعْيَارُ». وقد يستعار للمهر والغزال، ويُشتقّ منه للصبيّ؛ قال المعترِضُ الظَّفَرِيّ:

  قَتَلنا مَخْلَداً وَابْنَيْ حُرَاقٍ ... وآخرَ جَحْوَشاً فوْقَ الفَطيمِ

  جحظ - عينٌ جاحظَةٌ: ناتِئة الحَدَقة، وقد جَحَظَتْ جُحُوظاً، وقومٌ جُحْظٌ، وجَحّظَ إليّ بصَرَه. ومنه عمرو بن بحر الجاحِظ. وتجاحَظَ فلان في كلامه.

  ومن المجاز: لأُجْحِظَنّ إليك أثَرَ يَدِك أي لأُرِيَنّك سوء عملِك. وجَحَظَ إليه عملَه إذا عرَف إساءتَه.

  جحف - أجْحَفَ بهم الدهرُ، واجْتَحَفَهم: استأصلهم. وأجْحَف بهم فلان: كلّفهم ما لا يطاق. وسنة مُجْحِفة، وموتٌ جُحَافٌ، وسيل جُحَافٌ وجُرَافٌ. وتَجاحَفوا في القتال: تَنَاوَشُوا بالسيوف. وتجاحَفَ الفتيانُ بالكُرَةِ بينهم. ودَلْوٌ جَحُوفٌ: تأخذ الماء. وإنّه ليَجْحَفُ الزُّبْدَ بالتمر؛ قال جرير:

  ودَعا الزُّبَيرُ فما تحَرّكتِ الحُبَى ... لوْ سُمْتَهُم جَحْفَ الخَزِيرِ لَثَارُوا

  جحفل - وجاءوا في جَحْفَلٍ عظيم، والتَفّتْ عليهم الجَحافل.

  جحم - نار جَاحِمَةٌ: شديدة الحرّ مُضْطَرِمَة، ومكان جَاحِمٌ، ومنه قيل لعيني الأسد: جَحْمَتَاه تَزِرّانِ، لتَوَقُّدهما.