أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جرن

صفحة 91 - الجزء 1

  وهذا جَرِيمَةُ أهلِه، وجَارِمَتُهم وجَارِحَتُهم أي كاسِبُهم. والعُقابُ جَرِيمَةُ فَرْخِها. ولا جَرَمَ لأُحْسِنَنّ إليك. ورجلٌ جَرِيمٌ: عظيم الجِرْمِ، وامرأةٌ جَريمَةٌ، وجِلّةٌ جَرِيمٌ. ورمى عليه بأَجْرَامِه. وما عرفتُه إلّا بجِرْمِ صوتِه أي بجَهَارَتِه. وهذه بلاد جَرْمٍ وبلاد صَرْدٍ أي حرّ وبرد. وجمع⁣(⁣١) جَرَامِيزَه إذا تقبّضَ ثمّ وثَبَ عليه.

  جرن - جَرَنَ التّمْرَ في الجَرِينِ أي في المِرْبَدِ.

  ومن المجاز: ضرب الإسلامُ بجِرانِه أي ثبت واستقرّ، وهو من المجاز المنقول من الكناية من قولهم: ضرب البعيرُ بجِرانِه، وألقى جِرانَه إذا بَرَكَ. ويقال: ألقى فلان على هذا الأمر جِرانَه إذا وَطّن عليه نفسَه.

  جرو - كلبةٌ ذاتُ جِراء وأَجْرٍ. وولدُ كلّ سَبُعٍ جَرْوُه. وذئبة مُجْرٍ ومُجْرِيَةٌ. ويقال للأسد: أبو أشْبال وأبو أَجْرٍ؛ قال زهير:

  ولأنتَ أشْجَعُ حينَ تَتّجِهُ ال ... أبْطالُ من لَيْثٍ أبِي أَجْرِ

  ونهر سريع الجِرْيَةِ، وما أجرَى نهرَكم، وعيناه تَستَجرِيان الدموع؛ قال امرؤ القيس:

  متى تَرَ داراً من سُعادَ تَقِفْ بهَا ... وتَسْتَجْرِ عَيناكَ الدّموعَ فتَدْمَعَا

  وجارية بيّنة الجَرَاء والجِراء. وكان ذلك في أيّام جَرَائِها وجِرَائِها. وهو جَرِيّ بَيّن الجِرَايَةِ والجَرَايَةِ وهي الوَكالةُ. وجرّيت فلاناً، واستَجرَيْتُه.

  ومن المجاز: «أُتِيَ رسول الله ÷ بأَجْرٍ زُغْبٍ». وهي الضَّغابِيسُ. ويقال: جِرْوُ البطيخ، والرمان، والحنظل: للصغير منها. و «ضَرَبَ على الأمرِ جِرْوَتَه» إذا وَطّن عليه نفسَه، وكان أصلُه أن قانِصاً كانت له كلبة يَصيد بها، فضربها على الصيد فقيل: «ضرب عليه جِرْوَتَه» فسُيّر مثلاً؛ قال:

  فضرَبْتُ جِرْوَتَها وقُلتُ لها اصْبِري ... وشَدَدْتُ من ضِيقِ المَقَامِ إزَارِي

  وضرب عنه جِرْوَتَه إذا طابَ عنه نفساً.

  جري - والشمسُ تَجْرِي، والرّيحُ تَجْرِي. وجَرَتِ الخيلُ، وأَجْرَوُا الخيلَ. وجاراه في كذا مجاراةً، وتَجَارَوْا. وفرس ذو أَجَارِيّ، وغَمْرُ الجِرَاء. وأخبرْني عن مجاري أمورك. وأجْرَى إليه ألْفَ دينار، وأجْرَى عليهم الرزقَ. واستجراه في خدمته. وسُمّيت الجارية لأنّها تُسْتَجرَى في الخدمة. وتقول: عَمِل على هِجِّيرَاه وجرى على إجْرِيّاه، وهي طريقتُه وعادته التي يجري عليها. وفي الحديث: «ولا يَسْتَجْرِيَنّكُمُ الشّيْطانُ». أي لا يَسْتَتْبِعَنّكُم حتى تكونوا منه بمنزلة الوكلاء من الموكِّل.

  جزأ - جَزَأتِ الماشيَةُ بالرُّطْبِ عن الماء، واجتزأتْ، وتجزّأتْ، وهنّ جازِئَاتٌ وجَوَازِئُ؛ قال الشمّاخ:

  إذا الأَرْطَى تَوَسّدَ أبْرَدَيْه ... خدودُ جَوَازِئٍ بالرّملِ عِينِ

  وقد اجتزَأتُ بالقليل عن الكثير، وتجَزّأتُ، وهو من الجُزْء. وجزّأتُ الشيءَ تجزئة، وشيء مجزّأ: مبعّض. وتجزّأ المالُ: تفرّق. وجزَأتُ الشيءَ بالتخفيف: نقصت منه جزءاً، ومنه المجزوء من الشِّعر. وأجزأني كذا: كفاني، وهذا مُجْزِئ، وتقول تميم: البَدَنَةُ تُجْزِئ عن سبعة، وأهل الحجاز تَجْزِي. وبهما قرئ {لا تَجْزِي نَفْسٌ}. وأجْزَأتُ عنك مُجْزَأَ فلان أي أغنيت. وأجْزَأتُ السّكّينَ: جعلت له جُزْأة وهي الحلقة التي يَنْفُذها السِّيلانُ من نِصَابه.

  ومن المجاز: أجْزَأتِ الرّوْضَةُ إذا التَفّتْ وحسن نبتها، لأنّها حينئذ تُجْزِئ الراعيةَ، وروضة مُجْزِئَة. وبَعِيرٌ مُجْزئ: قويّ سمين، لأنّه يُجْزئ الراكبَ والحاملَ، وإبل مَجَازِيء.

  جزر - جَزَر لهم الجَزّارُ: نحَر لهم جَزُوراً، واجتزروا: جُزِرَ لهم، وهم نحّارون للجُزُر. وأخَذ الجازِرُ جُزَارَتَه وهي حقُّه، كما يقال: أخذ العامل عُمالَتَه، وهي الأطراف والعنق. «وإيّاكم وهذه المَجَازِرَ». وذبح جَزَرَةً وهي الشاة،


(١) وجمع جراميزه الخ: هكذا بالأصل ملحقاً بمادة «جرم» وقد ذكره في اللسان والقاموس في مادة جرمز.