أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جرش

صفحة 90 - الجزء 1

  ومن المجاز: رجل مضرَّس مُجَرَّس أي عضّتْه الأمور بأضراسِها وأكلته حتى عرّفته. وأجْرَسَ الحَلْيُ والجَرَسُ، وأجْرَسَ به صاحبُه؛ قال العَجّاج:

  تَسْمَعُ للحَليِ إذا ما وَسْوَسَا ... والتَجّ في أجْيادِها وأجْرَسَا

  زَفْزَفَةَ الرّيح الحصادَ اليُبَّسَا

  جرش - جرَشَ الملحَ والحبَ جرْشاً: لم يُنْعِم طحنَه ودقّه، وملح جَرِيشٌ. وجرَشَ الرّأس بالمُشْطِ: حكّه حتى يَهيجَ هِبْرِيَتَه، ويقال للمُشاطَة: الجُرَاشَة، وكذلك ما يَتَحاتّ من الخشب.

  جرض - جَرِضَ بريقِه جَرَضاً: غَصّ به. وجرَضَ ريقَه وجرَعه بمعنى. يقال: فلان يَجْرَضُ عليك ريقَه غَيظاً. وفي مثل: «حال الجَريض دون القَريض». قال أبو الدُّقَيش: الجريض الغُصّة، والقريض الجِرّةُ، أي منعت الغصّة من الاجترار. وأفْلَتَ فلانٌ جَرِيضاً أي مُشْرِفاً على الهلاك قد بلغتْ نفسُه حلقَه فجَرِضَ بها، كقولهم: «أفْلَتَ بجُرَيْعَةِ الذَّقَن»؛ وكقول الهذلي:

  نجَا سالمٌ والنّفسُ منهُ بِشِدْقِهِ ... ولم يَنجُ إلّا جَفْنَ سَيفٍ ومِئزَرَا

  وكقوله تعالى: {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ}. {فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ}. فالجريض في «حَالَ الجريضُ» بمعنى الريق المجروض، أو اسمٌ غير مصدر بمعنى الغُصّة، وفي «أفلت جريضاً» بمعنى الجَرِضِ، كالسّقيم والسَّقِم، ويَنْصُره جمعُه على جَرْضَى كمَرْضَى؛ قال رؤبة:

  أصبَحَ أعداءُ تَميمٍ مَرْضَى ... ماتوا جَوًى والمُفْلِتونَ جَرْضَى

  وعن النضر أي أفْلَتَك ولم يَكَدْ، فجَرَضْتَ عليه ريقَك، وأنشد البيت، فجعَلَه فعيلاً بمعنى مفعول مَجْرُوضٍ عليه، وجمعه فَعْلى، كجريح وجرحى، ولا يساعد عليه القرآن والشعر، والقول ما قدّمْتُه.

  جرع - جَرَعْتُ الماءَ، واجترَعْتُه بمَرّة، وتجَرّعْتُه شيئاً بعد شيء، وما سَقاني إلّا جُرْعَة، وجُرَيْعَة، وجُرَعاً. وبتنا بالأَجْرَع، وبالجَرْعاء، ونزلوا بالأجارع وهي أرضُون حَزْنَةٌ يَعلُوها رمل.

  ومن المجاز: تجرّع الغيظَ؛ وقال:

  والحربُ يَكفيكَ من أنْفاسِها جُرَع

  و «أفلت بجُرَيْعَةِ الذَّقَن».

  جرف - جَرَف الشيءَ واجترفه: ذهب به كلّه. وجرف الطينَ والزِّبْلَ عن وجه الأرض: سَحَاه بالمِجْرَفة. وتجرّفته السُّيُولُ، وسيلٌ جُرَافٌ.

  ومن المجاز: فلان يبني على جُرُفٍ هَارْ لا يَدري ما ليلٌ من نهارْ. وجَرَف الدّهرُ مالَه، وعام وطاعون جَارِفٌ، وفيه شُوْمٌ جارفٌ و.

  جرل - سمعتُ من يقول: اللبن دمٌ سلبَتْه الطبيعةُ جِرْبالَه أي حُمْرَتَه؛ وسُئل الأعشى عن قوله:

  وسَبِيئَةٍ ممّا تُعَتِّقُ بَابِلٌ ... كدَمِ الذّبيحِ سلبتُها جِرْيالَها

  فقال: شربتُها حمراء وبُلْتُها صفراء.

  جرم - جرَمَ النّخلَ، وجرَمَ صوفَ الغنم، وهو زمن الجِرام. وهذه نخلَةٌ كثيرةُ الجَريمِ أي التمر. وهَبْ لنا جُرَامَةَ نخلِك وهو ما يُترك على الكَربِ؛ قال الأعشى:

  فلَوْ كنتُمُ تَمْراً لكُنتمْ جُرَامَةً ... ولوْ كنتُمُ نَبْلاً لكنتُمْ مَعَاقِصَا

  وتجرّم العامُ، والشتاءُ، والصيف: تصرّم. وجرّمناه: قَطعناه وأتمناه، وعام مجرَّم. وأقمتُ عنده تِمَّ عامٍ مجرَّم. ويقول أهل الحجاز: أعطيتُه كذا جَريماً من التّمر، وهو مُدّ النبيّ ÷. وجَرَم فلان، وأجْرَم، وهو جارِمٌ على نفسه وقومه؛ قال:

  وإنْ جارٌ لهم جَرَمَتْ يَدَاهُ ... وحَوَّلَه البَلاءُ عنِ النّعيمِ

  كَفَوْهُ ما جَنى حَدَباً علَيْهِ ... بطولِ البَاعِ والحسَبِ العَميمِ

  وما لي في هذا جُرْمٌ، وأُخِذَ فلان بجريمته، وهم أهل الجرائم،