أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شيم

صفحة 344 - الجزء 1

  وأقمتُ عنده شَهراً أو شَيْعَ شهر. وكان معه مائة رجل أو شَيْعُ ذلك. ونزلوا موضع كذا أو شَيْعَه. وشاع الحديث والسرّ، وأشاعه صاحبه. ورجل مِشْيَاع مِذْياع. وقطرتْ قطرةٌ من اللبن في الماء فتشيّع فيه: تفرّق. وأشاعتِ النّاقة بولَها وأشاعت به. وجاءت الخيل شوائعَ: متفرّقة. وتشايعتِ الإبل. وله سهم في الدار شائع ومُشاع. وشيّع بالإبل وشايع بها: صاح بها، ومنه قيل لمنفاخ الراعي: الشِّياع. وشايع بهم الدليل فأبصروا الهدى: نادى بهم.

  ومن المجاز: شيّعْنا شهر رمضان بصوم السِّتّة. وشيّعتُ النّارَ بالحطب. وأعطِني شِياعاً كما تقول شِباباً: لما تُشَيَّعُ به وتُشَبّ. وشيّعْ هذا بهذا: قوّه به؛ قال الراعي:

  إليْكَ يَقطَعُ أجوَازَ الفَلاةِ بِنا ... نَصٌ تُشَيّعُهُ الصُّهْبُ المَرَاسِيلُ

  ورجل مُشيَّع القلب: للشّجاع، وقد شُيّعَ قلبُه بما يركب كلّ هول. وشاع في رأسه الشيبُ. وشاعكم الله تعالى بالسّلام، وشاعكم السلامُ؛ قال:

  ألا يا نخلَةً في ذاتِ عِرْقٍ ... بَرُودِ الظّلّ شاعَكُمُ السّلامُ

  وقال لبيد:

  فشاعَهُمُ حَمْدٌ وزانَتْ قُبورَهُمْ ... أسِرّةُ رَيحَانٍ بِقَاعٍ مُنَوِّرِ

  وقد شيّعه الغضب: استخفّه وضرّمه كما تُشَيَّع النّار. ورجل مُشَيَّع: عجول.

  شيم - برقٌ مَشِيمٌ، وقد شِيمَ في فرع السّحاب شَيْماً. وشِمْتُ السّيفَ: سللته وقرَبته. ورجل أشْيَمُ: به شامة، وامرأة شيماء. وهو حسن الشِّيمة والشِّيَم، وتقول: ليس بمفطوم عن شِيمَه مفطور عليها في المَشيمَه. وتَشَيّمَ الحريقُ القصبَ: دخل فيه وخالطَه؛ قال ساعدة:

  أفمِنكَ لا بَرْقٌ كأنّ وَميضَه ... غابٌ تَشَيّمَه ضرامٌ مُثْقَبُ

  ومن المجاز: قول ذي الرّمّة:

  حتى إذا الهَيْقُ أمسَى شامَ أفرُخَهُ ... وهنّ لا مُؤيِسٌ نأياً وَلا كَثَبُ

  وشِمْ ما بين البلدين: قدّر وانظر كم بينهما. وإن فلاناً لموسر ولا أشيمُه أي لا أنظر إليه من فقر يعني أنّه غنيّ عنه. وتَشيّمَه الشَّيب: خالطَه. وما له شامةٌ ولا زَهراء: ناقة سوداء ولا بيضاء. وصاروا شاماً في البلاد: متفرّقين تَفرُّقَ الشّامِ في الجسد؛ قال:

  أتَتْ أُمُّ اللهيمِ فصَيّرَتهُمْ ... أحاديثاً وشَاماً في البِلادِ

  شين - هو فعل شائن، وهذه شائنة من الشَّوائن. ووجهك شَيْن ووجهي زَيْن.

  شيي - جاء بالعِيّ والشِّيّ، وهو عَيِيٌ شَيِيٌ.