أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ظمي

صفحة 404 - الجزء 1

  تجلو عوارض ذي ظَلْم إذا ابتسمتْ ... كأنّهُ مُنهلٌ بالرّاحِ معلُولُ

  قال أبو مالك: الظَّلْمُ كأنّه ظُلْمة تركب متون الأسنان من شدّة الصّفاء. وهو ظَليم من الظِّلْمان.

  ومن المجاز: أرض مظلومة: حُفر فيها بئر أو حوض ولم يُحفر فيها قطّ، واسم ذلك التراب: ظَلِيم؛ قال:

  فأصبحَ في غبراء بعد إشاحَةٍ ... على العيش مرْدودٍ عليها ظَليمُها

  وظلَم البعيرَ: عبطَه؛ قال ابن مقبل:

  عادَ الأذِلّةُ في دارٍ وكان بها ... هُرْتُ الشّقاشق ظلّامون للجُزُر

  وظلَمَ السّقاءَ: شرب لبنَه قبل الرُّؤوب، ولبن مظلوم وظليم؛ قال:

  وصاحبِ صدقٍ لم تَنَلني أذاتُه ... ظَلمتُ وفي ظلمي له عامداً أجرُ

  وظلمَ السّيلُ البِطاحَ: بلغها ولم يبلغها قبلُ فخدّد. وإذا زادوا على القبر من غير ترابه قيل: لا تَظلِموا. وظلَم الحمارُ الأتان: سفَدها قبل وقتها أو في حال حملها. وزرعٌ مُظلَّم: زُرع في أرض لم تُمطَر. وما ظلَمك أن تفعل كذا: ما منعك. وشكا إنسانٌ إلى أعرابيّ الكِظّة فقال: ما ظلمك أن تقيء ولم تظلم منه شيئاً، ومنه: الظُّلمة لأنّها تسُدّ البصر وتمنعه من النّفوذ. «ولقِيته أدنَى ظَلَمٍ» وهو أوّل شيء سدّ بصرَك في الرؤية. ووجدنا أرضاً تظالَمُ مِعزاها: تتناطح من نشاطها وبِطنتها، كقولهم: أخصب النّاس واحرَنْفَشَتِ العنزُ.

  ظمأ - هو ظَمْآنُ، وهي ظَمْأى وهم وهنّ ظِماء، وقد ظَمئ ظَمَأً وظَماءة وظَمَاء، وظَمّأتُه وأظمأته: عطّشته. وما زلتُ أتظمّأ اليومَ وأتلوّح وأتصدّى: أتصبّر على العطش. وكان ظِمْء هذه الإبل رِبْعاً فزدنا في ظِمئِها. «وأقصرُ من ظِمء الحمار». وتمّ ظِمْؤه وهو ما بين السّقيتين، والخِمْس شرّ الأظماء.

  ومن المجاز: أنا ظمآن إلى لقائك. ووجه ظمْآن: معروق وهو مدح، ونقيضه: وجه ريّان وهو مذموم. ومَفاصِلُ ظِماء: صِلاب لا رَهَل فيها؛ قال زهير:

  وإن ما لا لوَعثٍ خازمتْهُ ... بألواحٍ مفاصِلُها ظِماء

  وفرس مُظَمّأ: مضمَّر؛ قال أبو النّجم:

  نطويه والطيُّ الرّفيق يجْدلُهْ ... نظمّئ الشّحم ولسنا نُهزِلُهْ

  ظمي - رمح أظْمَى: أسمر؛ قال بشر:

  وفي صَدره أظْمَى كأنّ كُعوبَه ... نوى القَسْبِ عرّاصُ المهَزّة أسمَرُ

  وامرأة ظمْياء: لمياء، وبها ظَمى ولمَى، وقيل: هو قلّة لحم اللّثات. وعين ظَمياء: رقيقة الجفن. وساق ظَمياء: قليلة اللّحم.

  ومن المجاز: ظلّ أظْمَى: أسود. وبعير أظْمى، وإبل ظُمْيٌ: سود.

  ظنب - قرع لهذا الأمر ظُنبُوبَه: جَدّ فيه.

  ظنن - ظننتُ به الخيرَ فكان عند ظنّي؛ قال النّابغة:

  وهم ساروا لحُجر في خَميسٍ ... وكانوا يوْمَ ذلكَ عندَ ظنّي

  وهو مَظِنّة للخير، وهو من مظانّه، وأنا كظنّك إن فعلت كذا؛ قال امرؤ القيس الكنديّ:

  أبلغ سُبَيعاً إن عرَضت رسالة ... أنّي كظنّك إن عشوْتَ أمامي

  وليس الأمر بالتّظنّي ولا بالتمَنّي. ورجل ظنين: متّهم، وفيه ظِنّة، وعنده ظِنّتي، وهو ظِنّتي أي موضع تهمتي. وبئر ظَنُون: لا يوثق بمائها، ورجل ظَنون: لا يوثق بخيره، ودَيْن ظَنون: لا يوثق بقضائه.

  ظهر - رجلٌ مُظَهَّرٌ: قويّ الظّهر، وظَهِرٌ: يشتكي ظَهرَه. وجمل ظَهير وظَهْريّ: قويّ، وناقةٌ ظَهيرَةٌ، وقد ظهُرَ ظَهَارَةً، وتقول: لفلان جَمَل ظَهْريّ كأنّه مَهْريّ، وجِمال ظَهارَى. وظاهر من امرأته، وتَظاهر منها. وراش سهمَه بالظُّهْران والظُّهار وهو ما كان من ظهْر عَسِيب