أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

لبد

صفحة 557 - الجزء 1

  لبد - تلبَّد الشَّعر والصوف: تَلَصَّقَ. وتَلَبّد الترابُ والرّملُ، ولبّده المطرُ. والتبدَ الورقُ. ولبَّدَ الصُّوفَ: جعله لِبْداً. وخُفٌ مُلَبَّد وملبُودٌ: مُتَّخَذ من اللِّبْدِ، ولَبِسَ اللُّبَّادة. ولبَّد الحاجُّ شعره: عالجَه بخَطْميٍّ أو صَمْغ لئلّا يَشْعَث. وخرج فلان مُلَبِّياً ملبِّداً. وألبَدَ السَّرجَ: عمِل له لِبْداً. وألبَدَ الفرسَ: وضَعه على ظهره. وألبَد القِربة: جعلها في لَبيد وهو الجُوالق، ومنه قول عمر للبيد قاتِل أخيه زيدٍ: أأنتَ قتلتَ أخي يا جُوالقُ؟

  ومن المجاز: «أجرأُ من ذي لِبْدَة» وذي لِبَدٍ وهو الأسد وهي شَعرُه الكثيف المتلبِّد على زُبْرته؛ قال:

  كأنّه ذو لِبْدَةٍ دَلَهْمَسُ ... يَفْرِسُ في عَرينه ما يَفْرِسُ

  و «أمنع من لِبْدة الأسد». وفلان لا يجفُ لِبْدُه إذا لم يزل يتردَّد. وأثبت اللهُ لِبْدَك، وثبَّت لِبْدَك، وحمل اللهُ لِبْدتك، وكانوا عليه لِبْدَة ولِبَداً إذا ازدحموا عليه. ولَبِدَ بالأرض وتلبَّد: لصِق متضائلَ الشخص. وفي مثل: «تلبّدي تصيَّدي» كقولهم: «مُخْرَنْبِقٌ لِيَنْبَاع»، ومنه قيل: تلبّد فلان إذا رأى وتفرَّس، وتقول صبيان العرب للسُّمانَى: سُمانَى لُبادَى البِدي لا تُرَيْ، يدورون حولها ويقولون ذلك وهي لابِدَة لا تطير حتى تُؤْخذ. وفلان جَثّامةٌ لُبَد: لا يفارقُ مكانَه، ومنه: أتى أبَد على لُبَد؛ وهو آخر نسور لُقمان لظنّه أنّه لبد فلا يموت. ومالٌ لُبَدٌ: لا يُخاف فَناؤه من كثرته. و «ما له سَبَدٌ ولا لَبَد». وألبَدَ رأسَه: طأطأه عند دخول الباب، يقال: ألبِدْ رأسَك. وعصابةٌ مُلْبِدَةٌ: لاصقة بالأرض من الفقر، وفلان مُلْبِدٌ: مُدْقع.

  لبس - لَبِسَ الثوبَ لُبْساً، وتلبَّس بلباس حسن ولباساً حسناً، وعليه مَلْبَس بهيٌّ ولَبُوس من ثوبٍ أو دِرع، وعليهم ملابِسُ ولُبْسٌ. ومُلاءَةٌ لَبِيسٌ، ومزادةٌ لَبيسٌ: خَلَقٌ؛ قال الكميت:

  تَتَبَّعها بالطّعن شَزْراً كأنّما ... يُبَجِّس رَوْقاه المَزاد اللَّبائِسَا

  وهو لِبْسُ الكعبة. وكشف عن الهودج لِبسَه؛ قال:

  فلمّا كشفنَ اللِّبسَ عنه مَسَحْنَه ... بأطرافِ طَفْلٍ زان غَيلاً موشَّما

  وما لبِستُ هذا الثوبَ إلّا لَبسَةً واحدةً، وما أحسن لِبسته! ولبّس الحقَّ بالباطل. ولبَس عليه الأمر ولبَّسه. ولا بَسَ عَمَل كذا. والتَبَسَ به وتلبَّس. ولابستُ فلاناً حتى عرفتُ دِخْلته: خالطتُه. والتبستْ عليه الأمور، وفي أمره لُبْسٌ ولُبْسَةٌ، بالضمّ، إذا لم يكن واضحاً.

  ومن المجاز: فيه مَلْبَسٌ: مُستمتَعٌ؛ قال امرؤ القيس:

  ألا إنّ بَعدَ العُدمِ للمَرء قِنْيَةً ... وبعد المَشيبِ طولَ عُمرٍ ومَلْبَسا

  وفلان قد لَبِسَ النّاسَ: عاش معهم، ولَبِس أباه: مُلِّيَهُ؛ قال:

  لبستُ أبي حتى تملّيْتُ عمرَه ... ومُلِّيتُ أعمامي ومُلِّيتُ خاليا

  وقال:

  لبستُ أُناساً فأفنَيتُهم ... وأفنَيتُ بعدَ أُناسٍ أُناسَا

  والْبَسِ النّاسَ على قدر أخلاقهم: عاشرهم. ولكلّ زمان لِبسَةٌ أي حالة يُلبَسُ عليها من شدّة ورَخاء. ولبِستُ فلاناً على ما فيه: احتملتُه وقبِلتُه؛ قال لبيد:

  وإنّي لأُعطي المالَ مَن لا أوَدّه ... وألبَسُ أقواماً على الشَّنَآنِ

  ولَبِستُ على كذا أُذني إذا سكتَّ عليه ولم تتكلّم وتصاممت عنه؛ قال ابن مُفَرِّغ:

  فلبِستَ سمعَك ثمّ قلتَ أرَى العِدى ... كثروا وأخلفَ موعِدي أشياعي

  ويقال: لِباس التقوى الحيَاء {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} والسّمْحَاق لِبْس العظم. والتبست به الخيلُ: لحقته؛ قال الفرزدق:

  وأيقن أنّ الخيلَ إن تلتَبس بهِ ... يَقِظْ عانياً أوْ جيفةً بينَ أنْسُرِ

  لبق - ثَريدة مُلَبَّقة: شديدة الثَّرْد والخلْط، ولبَّق طعامَه