أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وسم

صفحة 675 - الجزء 1

  ومن المجاز: هو وَسَطٌ في قومه، وسِطَةٌ ووَسيطٌ فيهم، وقد وَسُط وَساطة، وقومٌ وَسَطٌ وأوساط: خيار {وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}؛ وقال زهير:

  هُمُ وسَطٌ يرضى الأنامُ بحكمهم ... إذا نزلتْ إحدى اللّيالي بمُعظَمِ

  وهو من واسطة قومه. وهو أوسط قومه حسباً. واكتريت من أعرابيّ فقال لي: أعطني من سِطَاتِهِنَّهْ: أراد من خيار الدّنانير.

  وسع - وسِع المكانُ وغيره سَعَةً وسِعَةً واتّسع وتوسّع واستوسع؛ قال النّابغة:

  تَسَع البلادُ إذا أتيتُك زائراً ... وإذا هجرتُك ضاق عني مَقعدي

  ولي في هذا المكان متَّسع. وأوسعتُ الموضعَ: وجدتُه واسعاً. يقال: «أوسعتَ فابنِ». وفرس وَساعٌ ووَسيعٌ: واسع الخطو، وقد وسُع وَساعة. ووسِع الرجلُ المكانَ، ووسِعه المكانُ.

  ومن المجاز: إنّه ليَسعُني ما يسعُكَ، ولا يسعُني شيء ويضيقَ عنك، ولا يسعُك أن تفعل كذا. ووسَّع اللهُ عليه العيشَ وأوسعه. وأوسع الرجلُ واستوسع: اتّسعت حاله. وهو في عيش واسع، {وَاللهُ واسِعٌ}، ووسِعتْ رحمتُهُ كُلَّ شيءٍ، ولا تكلَّف نَفسٌ إلّا ما تَسَعُ؛ قال الأخطل:

  ولا تكلَّف نفسٌ فوق ما تَسَعُ

  ووسِع القومَ عطاءُ فلانٍ.

  وسق - عنده وَسْقٌ ووِسْقٌ من تمر ووُسوقٌ وأوساق. ووسَّق متاعَه: جعله وُسوقاً. وأوسقتُ البعيرَ: حمَّلته الوَسْقَ والوِسْقَ. ووسَقه: حمله. وكلّ شيء جمعته وحملته فقد وسقتَه؛ قال:

  وإنّي وإيّاكم وشوقاً إليكُمُ ... كقابضِ ماء لم تَسِقه أنامِلُهْ

  والراعي يسِق الإبلَ حتى استوسقت: اجتمعت. وساق العدوُّ الوسيقة والوسائق وهي الطريدة. وناقة واسق: حامل، وقد وَسَقتْ. ونخلة مُوسِقة، وقد أوسقتْ؛ قال لبيد يصف الجنّة:

  يومَ أرزاقُ من يُفضَّلُ عُمٌ ... مُوسِقاتٌ وحُفَّلٌ أبكارُ

  ومن المجاز: اتَّسَقَ القَمَرُ. واتّسق أمرُه واستوسق. وطرد الحِمارُ وسِيقتَه وهي عانته. وهو لا يواسق فلاناً: لا يعادله، وأصل المُوَاسَقَةِ: المحاملةُ؛ قال جندل:

  فلستَ إن جارَيتَني مُواسِقي ... ولستَ إن عَضَّ شكيمي صادقي

  {وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ}. ولا أفعل ذلك ما وَسَقَتْ عيني الماءَ.

  وسل - لي إليه وسيلة ووسائلُ. وأنا متوسِّل إليه بكذا وواسِلٌ، ووسَلت إليه، وتوسَّلتُ إلى الله بالعمل: تقرّبتُ؛ قال لبيد:

  أرى النّاس لا يدرون ما قدرُ أمرهم ... بَلى كلُّ ذي دينٍ إلى اللهِ واسِلُ

  وسم - وسَم دابّته بالمِيسَم وسْماً وسِمَةً، وما سِمَةُ دابّتك وسِماتُ إبلك؟

  ومن المجاز: وسَمه بالهجاء؛ قال الفرزدق:

  لقد قلَّدتُ جِلفَ بني كليبٍ ... مواسِمَ في السّوالفِ ثابتاتِ

  وقال:

  إنّي امرؤ أسِمُ القصائد للعِدا ... إنّ القصائد شرُّها أغفالُها

  وهو موسوم بالخير والشرّ ومتَّسِمٌ به، ومنه: مَوسِم الحاجّ ومواسم العرب: لأنّها معالم كانوا يجتمعون فيها. ووسَّموا نحو عيَّدوا إذا شهدوا المَوسِم. وامرأة ذات مِيسَم: عليها أثر الجمال. وإنّها لوسيمة قسيمة، وإنّه لوسيم قسيم، وهم وهنّ وِسامٌ. وتوسّمتُ فيه الخير: تبيّنتُ فيه أثرَه؛ قال:

  توسَّمتُه لمّا رأيتُ مَهابةً ... عليه وقلتُ الشّيخُ من آل هاشم

  وأرض مَوسومة: أصابها الوسميُ، والوَسميُ: منسوب إلى