أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وسن

صفحة 676 - الجزء 1

  وَسْمه الأرض بالنّبات، وتوسَّم الرجلُ: طلب نباتَ الوَسميّ؛ قال الجعديّ يصف الظعائن:

  وأصبحنَ كالدَّومِ النّواعم غُدوَةً ... على وِجهةٍ من ظاعن يَتَوَسَّمُ

  هو قيِّمهنّ الذي ينتجع بهنّ، والوجهة: الوجه الذي يؤمّه.

  وسن - أخذه الوَسَنُ والسِّنَةُ، وهم في سكر سِناتهم، وقد علَته وَسْنَةٌ. ورُزق فلان ما لم يُوسَنْ به في نومه. ورجلٌ وسْنانُ وامرأة وَسْنَى. وفلانة مِيسانُ الضُّحَى، كقولك: نَؤومُ الضّحى، وتوسَّنها نحو تنوّمها إذا أتاها نائمة؛ قال:

  كأنّ فاها لمن توَسَّنها ... أو هكذا موهِناً ولم تَنَم

  وقال حُميد بن ثور:

  ولقد نظرت إلى أغرّ مشهَّر ... بِكرٍ توسّن بالخميلة عُونا

  أراد بالأغرّ: السّحابَ، وبالعُون: الأرَضين التي مُطرت قبْله، جعله بكراً وإيّاهنّ عُوناً.

  ومن المجاز: هو في سِنَةٍ: في غفلة. وهو غارز رأسَه في سِنَةٍ. وما هو من همّي ومن سِنَتي أي حاجتي. وقضتِ الإبلُ أوسانَها من الماء. وتقول: الخيل قضت أرسانَها حتى قَضَتْ أوسانَها.

  وشج - وشَجتِ العروقُ والأغصانُ تَشِجُ وَشيجاً، ومنه: الوَشيجُ: عروق القصب؛ قال زهير:

  وهل يُنبتُ الخَطّيَّ إلّا وشيجُه ... ويُغرَس إلّا في منابتها النَّخلُ

  ومن المجاز: بينهم واشِجةُ رحِمٍ، ووشائجُ النّسب. ووشَج ما بينهم وتوشّج؛ قال:

  والقَراباتُ بينَنا واشِجاتٌ ... مُحكماتُ القوى بعَقدٍ شديدِ

  وقال يصف نساءً:

  مُصاصٌ لُبابٌ لم تَشِبْ فيه أُشبَةٌ ... وما وشجتْ فيه عروقُ الزعانف

  وتطاعنوا بالوشيج: بالرِّماح؛ قال أوس:

  نُبيح حمى ذي العزّ حين نريده ... ونحمي حِمانا بالوشيج المقوَّم

  وقد وشَجَتْ في قلبي همومٌ.

  وشح - امرأة جائلة الوُشاح والوِشاح والوِشاحَين، ولها وُشُح وأوشحةٌ، وتوشّحتْ واتّشحتْ، ووشّحتُها.

  ومن المجاز: توشَّح بثوبه وبنِجاده: وخرج متوشِّحاً بسيفه ومتَّشِحاً به، وظبيةٌ موشَّحةٌ: في جنبيها طرّتان مِسكيّتان؛ قال أبو ذؤيب:

  موشَّحَةٌ بالطّرّتَين دَنا لها ... جنى أيكةٍ يضفو عليها قِصارُها

  وقال الطِّرمّاح:

  ونَبَّهَ ذا العِفاء الموشَّحِ

  وتوشَّحتُ الجبلَ: سلكته. وتوشَّح المرأةَ: جامعها؛ وقال:

  جعلتُ يديَ وِشاحاً لهُ ... وبعض الفوارس لا يَعتنِقْ

  أي عانقتُه.

  وشظ - شعَب الإناءَ بوَشيظةٍ: بشظيَّة.

  ومن المجاز: فلان وَشِيظٌ في قومه ووَشيظةٌ، وهو من وشائظهم؛ قال جرير:

  يَخزَى الوَشيظُ إذا قال الصّميمُ لهم ... عُدّوا الحَصى ثمّ قيسوا بالمقاييسِ

  وقال الأخطل:

  هُمُ أهل بطحاوَيْ قريشٍ كليهما ... هُمُ صُلبُها، ليس الوشائظ كالصُّلْبِ

  ذكَّر البطحاءَ على تأويل الأبطَح أو جعل كِلَا مثل كلّ حيث يقول: كُلُّهنّ فَعلتْ، وعن ناس من العرب: كُلَّتُهُنّ.

  وشع - بُردٌ موشَّع: مَوشيٌّ ذو رُقوم وطرائقَ وهي الوَشيعُ والوشائعُ، الواحدة: وَشِيعةٌ. ووشَّعه الحائك توشيعاً؛ قال ابن دريد: التوشيع: رقم الثوب بِعَلَمٍ ونحوه. ووشَّع