المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 103 - الجزء 1

الآية الخامسة عشرة: [تتعلق ببعض أحكام الصيام في الليل ونسخ ما كان محرماً]

  قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَ۬لصِّيَامِ اِ۬لرَّفَثُ إِلَيٰ نِسَآئِكُمْۖ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٞ لَّهُنَّۖ عَلِمَ اَ۬للَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْۖ فَاءَلْٰنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اَ۬للَّهُ لَكُمْۖ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّيٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ اُ۬لْخَيْطُ اُ۬لْأَبْيَضُ مِنَ اَ۬لْخَيْطِ اِ۬لْأَسْوَدِ مِنَ اَ۬لْفَجْرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ اُ۬لصِّيَامَ إِلَي اَ۬ليْلِۖ}⁣[البقرة ١٨٦].

الفصل الأول: اللغة

  الرفث: القول الفاحش والرفث الجماع وهو المقصود في الآية، واللباس معروف. وشبَّه الزوجين باللباس لشدة الاختصاص بينهما ولتقاربهما وملاصقة بشرة كل واحد منهما لصاحبه، والمباشرة⁣(⁣١) المقاربة بالمجامعة وغيرها.

الفصل الثاني: النزول

  قيل: كان في الصوم الأول يحل الطعام والشراب ما لم يرقدوا أو يصلوا العشاء الآخرة فإذا فعلوا أحدهما حرم عليهم [الطعام والشراب⁣(⁣٢)] إلى الليلة الثانية فجاء رجل من الأنصار إلى رسول الله ÷ فقال: عملت في النخل نهاري أجمع حتى أمسيت فأتيت أهلي لتطعمني فأبطأَتْ فنمت فأيقظتني وقد حرم علي الأكل، وقد أمسيت وقد جهدني الصوم، واعترف ناس⁣(⁣٣) أنهم بعد


(١) في (ب): والمباشرة هاهنا المجامعة.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) ذكر هذا الإمام الهادي # في كتابه الأحكام بقوله: فافترض الله سبحانه الصوم على أمة محمد ÷ في أول مرة على ما كان افترضه على من كان قبلهم، لا يأكلون ولا يشربون فيه نهاراً ولا ينكحون فيه نسائهم حتى ينسلخ عنهم شهرهم وينقضي فيه صومهم، لا يأتونهن ليلاً ولا نهاراً؛ فأقاموا بذلك يصومون النهار، ويأكلون وقت الافطار إلا أن يناموا، فإن ناموا لم يجز لهم أكل =