المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 285 - الجزء 2

سورة الفتح

  [ونذكر منها⁣(⁣١)] آية،

الآية المذكورة: [في منع قتال الكفار مع وجود المسلمين بينهم]

  قوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٞ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤْمِنَٰتٞ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَـُٔوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيْرِ عِلْمٖۖ}⁣[الفتح: ٢٥].

الفصل الأول: اللغة:

  الوطء: الأخذ بشدة بقتل أو غيره، قال الشاعر:

  ووطئتنا وطئاً على حنق ... وطء المقيد يابس الهرم

  والمعرّة: الضرر في نفس أو مال.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٞ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٞ مُّؤْمِنَٰتٞ} قيل: معناه سيؤمنون وكره الله قتلهم على الكفر، ذكره أبو علي، وقيل: هم مؤمنون ضعفوا عن الهجرة وعليه الأكثر وهو الوجه.

  قوله: {لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَـُٔوهُمْ} معناه ينالهم منكم قتل أو جراح ولم تعلموهم بأعيانهم، وقيل: تطأهم الدواب والجيش بغير علم، وقيل: لا يؤمن أن يقتلهم الكفار غيظاً عند انهزامهم من المؤمنين.

  قوله: {فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةُۢ بِغَيْرِ عِلْمٖۖ} معناه يصيبكم منهم إثم بمعرتكم لهم، وقيل: يلزمكم غرم الدية بقتلهم، وقيل: الكفارة، وقيل: يعيبكم الكفار بقتلهم وهم من أهل دينكم.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).