المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

[ذكر العمرة وحكمها]

صفحة 148 - الجزء 1

[ذكر العمرة وحكمها]

  السابعة: من مسائل فصل الأحكام من هذه الآية في العمرة، فالعمرة: هي الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير.

  [فصل⁣(⁣١)]: والعمرة سنة، وهو قول أكثر أهل البيت $، وهو قول أبي حنيفة وأصحابه وأحد قولي الشافعي ومالك. وعند الصادق والناصر وأحد قولي الشافعي أنها واجبة، وهو قول الثوري والمزني وأحمد وإسحاق.

  وجه القول الأول: ما روى زيد بن علي عن علي $ أنه قال: قيل: يا رسول الله، العمرة واجبة مثل الحج؟ قال: «لا، ولكن تعتمر خير لك» وما روى جابر قال سأل رجل رسول الله ÷ عن الصلاة والحج أواجب؟ قال نعم وسأله عن العمرة أواجبة هي؟ قال: «لا، ولكن تعتمر خير لك».

  وجه القول الثاني قوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ اُ۬لْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلهِۖ}⁣[البقرة ١٩٦].

[الآية⁣(⁣٢)] الثالثة والعشرون: [في الإحصار في الحج]

  قوله تعالى: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اَ۪سْتَيْسَرَ مِنَ اَ۬لْهَدْيِۖ وَلَا تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّيٰ يَبْلُغَ اَ۬لْهَدْيُ مَحِلَّهُۥۖ}⁣[البقرة ١٩٥].

الفصل الأول: اللغة:

  الإحصار: المنع، يقال: أحصره: منعه، والحصر: الحبس، وحصره: حبسه، وأهل اللغة مختلفون، فمنهم من يقول: كل واحد يقوم مقام الآخر، ومنهم من يأبى ذلك، قال الشاعر:

  وما هجر ليلى أن تكون تباعدت ... عليك ولكن أحصرتك شغول

  والهدي: ما يهدى من النسك من الإبل والبقر والغنم، وأصله من الهدية.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).