المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 414 - الجزء 1

الآية الحادية والعشرون: [في وجوب الهجرة]

  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لذِينَ تَوَفَّيٰهُمُ اُ۬لْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِے أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْۖ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِے اِ۬لْأَرْضِۖ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اُ۬للَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۖ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأْوَيٰهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً ٩٦}.

الفصل الأول: اللغة

  التوفي: القبض، وتوفيت الشيء واستوفيته، والوفاة الموت لأنه يقبض روحه، والهجرة: [من المهاجرة وهي الانتقال من أرض إلى أرض⁣(⁣١)]، والمأوى: المسكن، قال الشاعر:

  أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى بيت قعيدته لكاعي

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت في قوم كانوا يظهرون الشرك لقومهم والإيمان للمسلمين ليسلموا منهم، ذكره ابو علي، وقيل: نزلت في قوم من مكة أسلموا ولم يهاجروا وأضمروا الشرك ثم خرجوا إلى بدر لقتال المسلمين فلما رأوا قلة المسلمين قالوا ما حكى الله عنهم: {غَرَّ هَٰؤُلَآءِ دِينُهُمْۖ}⁣[الأنفال: ٥٠]، فقتلوا يوم بدر فقال بعض المسلمين: كان هؤلاء أصحابنا أسلموا وأكرهوا على الخروج، فنزلت الآية وبين الله حالهم.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لذِينَ تَوَفَّيٰهُمُ اُ۬لْمَلَٰٓئِكَةُ} معناه: تقبض أرواحهم عند الموت ذكره أبو علي، والقبض من الملائكة للأرواح فأما الحياة والموت فلا يقدر عليهما إلا الله تعالى، وقيل: {تَوَفَّيٰهُمُ} تحشرهم إلى النار كأنها تقبضهم لتصيرهم إلى النار نعوذ بالله منها، ونستجير بجوده وكرمه، ونسأله حسن الخاتمة.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).