الفصل الأول: اللغة
الآية الحادية والعشرون: [في وجوب الهجرة]
  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لذِينَ تَوَفَّيٰهُمُ اُ۬لْمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِے أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْۖ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِے اِ۬لْأَرْضِۖ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اُ۬للَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۖ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَأْوَيٰهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً ٩٦}.
الفصل الأول: اللغة
  التوفي: القبض، وتوفيت الشيء واستوفيته، والوفاة الموت لأنه يقبض روحه، والهجرة: [من المهاجرة وهي الانتقال من أرض إلى أرض(١)]، والمأوى: المسكن، قال الشاعر:
  أطوف ما أطوف ثم آوي ... إلى بيت قعيدته لكاعي
الفصل الثاني: النزول
  قيل: نزلت في قوم كانوا يظهرون الشرك لقومهم والإيمان للمسلمين ليسلموا منهم، ذكره ابو علي، وقيل: نزلت في قوم من مكة أسلموا ولم يهاجروا وأضمروا الشرك ثم خرجوا إلى بدر لقتال المسلمين فلما رأوا قلة المسلمين قالوا ما حكى الله عنهم: {غَرَّ هَٰؤُلَآءِ دِينُهُمْۖ}[الأنفال: ٥٠]، فقتلوا يوم بدر فقال بعض المسلمين: كان هؤلاء أصحابنا أسلموا وأكرهوا على الخروج، فنزلت الآية وبين الله حالهم.
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {إِنَّ اَ۬لذِينَ تَوَفَّيٰهُمُ اُ۬لْمَلَٰٓئِكَةُ} معناه: تقبض أرواحهم عند الموت ذكره أبو علي، والقبض من الملائكة للأرواح فأما الحياة والموت فلا يقدر عليهما إلا الله تعالى، وقيل: {تَوَفَّيٰهُمُ} تحشرهم إلى النار كأنها تقبضهم لتصيرهم إلى النار نعوذ بالله منها، ونستجير بجوده وكرمه، ونسأله حسن الخاتمة.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).