المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 29 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

   [رب يسر وأعن يا كريم]⁣(⁣١) وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

  الحمد لله الرحمن الرحيم، الواحد الكريم، الأزلي القديم، الحي العظيم، السميع العليم، الذي لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، ولا تحويه الأمكنة، ولا تفنيه الأزمنة، العدل في أفعاله، الصادق في أقواله، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، المؤيد بالمعجزات، والمخصوص بالكرامات، عليه وعلى أهل بيته أفضل الصلوات، تترى عليهم في جميع الأوقات، وأن الإمام بعده أمير المؤمنين بلا فصل، شهادة لم أنطقها عن الجهل، ولم أتحملها عن تقليد الأهل، وأن الإمامة محصورة في أولاد السبطين، الحسن والحسين، صلوات الله عليهم وسلامه، وتحياته وإكرامه، اللهم اكتب لعبدك هذه الشهادة، واختم له بالسعادة، ووفقه في القصد والإرادة، وارزقه الهداية في البداية والنهاية، اللهم واجعله ووالديه والمسلمين من⁣(⁣٢) الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، أما بعد:

  فإني لَمَّا نظرت إلى القرآن الكريم وكان مشتملاً على جميع فنون العلم، من عدل وتوحيد، ووعد ووعيد، وزجر وتهديد، وعَبَرٍ وأمثال، وقصص وأخبار، وحكم ووعظ وتذكير، ونهي وأمر، وخصوص وعموم، ومجمل ومبين، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وحلال وحرام، وقضايا وأحكام، تزيد على


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): مع.