المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: الأحكام: [وجوب الصلاة في وقتها]

صفحة 184 - الجزء 2

الفصل الثالث: الأحكام: [وجوب الصلاة في وقتها]

  الآية تدل على أوقات الصلوات الخمس وأن إقامة الصلاة تجب في أوقاتها، ويدل قوله: {وَقُرْءَانَ اَ۬لْفَجْرِۖ} على أن القراءة واجبة، وقد تقدم تفصيل الأوقات في الآية الثانية والعشرين من سورة النساء فلا حاجة إلى التكرار وهي قوله [تعالى]: {إِنَّ اَ۬لصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَي اَ۬لْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباٗ مَّوْقُوتاٗۖ ١٠٢}⁣[النساء].

الآية الثانية: [في الجهر بالقراءة في الصلاة]

  قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلاٗۖ ١٠٩}.

الفصل الأول: اللغة:

  الجهر: نقيض المخافتة والإسرار، الفصل الثاني: النزول:

  قيل: كان النبي ÷ يرفع صوته بالقرآن فمنعه المشركون وسبوا القرآن ومن جاء به، فنزلت الآية، وقيل: كان يجهر بالقرآن في المسجد فقالوا: لا تجهر بالقرآن فتؤذي آلهتنا فنهجو ربك فنزلت الآية رواه سعيد بن جبير.

  وقيل: كان مختفياً في دار أرقم بن أرقم فنزلت الآية أمر فيها بذلك كي لا يؤذيه الكفار إذا سمعوا صوته وحتى يسمعه من معه من المؤمنين حكاه الأصم، وقيل: كان أبو بكر يخفي قراءته وعمر يجهر فنزلت الآية نهياً لهما رواه ابن سيرين، وقيل: نزلت في التشهد وكان يجهر به الأعرابي، روت ذلك عائشة، وقيل: كان يصلي في دار أبي سفيان بن الحارث عند الصفا ويجهر بقرائته فمر به أبو جهل لعنه الله وقال: لا تفتر على الله، فخفض صوته فقال أبو جهل: ألا ترون كيف رددته عن قراءته، فنزلت الآية ذكره مقاتل.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا} قيل: لا تجهر بدعائك ولا تخافت به، روي ذلك عن ابن عباس وهو الذي ذكره مجاهد وعطاء