المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 118 - الجزء 2

الآية الثالثة منها: [في ذكر مصارف الزكاة]

  قوله تعالى: {إِنَّمَا اَ۬لصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَآءِ وَالْمَسَٰكِينِ وَالْعَٰمِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِے اِ۬لرِّقَابِ وَالْغَٰرِمِينَ وَفِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ وَابْنِ اِ۬لسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞۖ ٦٠}.

الفصل الأول: اللغة

  الصدقة اسم لصدقة النفل والقربة إلى الله ومنه قول النبي #: «لا صدقة وذو رحم محتاج» والصدقة اسم لصدقة الفرض وهي الزكاة وهو المراد في الآية.

  والفقير: من له شيء، وقيل: من لا شيء له، مأخوذ من فقار الظهر كأن الفقر كسر فقار ظهره.

  والمسكين: هو الذي لا شيء له يسكن إليه، وقيل: هو الذي له شيء يسكن إليه.

  والعامل: هو الذي يتولى السعاية في قبض الصدقات.

  والمؤلفة: مأخوذ من التأليف بين الشيئين وهو الجمع بين الشيئين، ومنه قوله: {وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْۖ}⁣[الأنفال: ٦٤]، والتأليف عند أهل الكلام: بمعنى يحل محلين يعسر معه التفكيك بينهما، وبعضهم يقول: ليس بمعنى.

  والرقاب: جمع رقبة والمراد به المماليك وعبر عنهم بذلك ومنه قوله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ ١٣}⁣[البلد].

  والغارم: هو الذي يلزمه الدين في حمالة أو غيرها، ومنه قول النبي ÷: «إذا أقيم الحد على السارق فلا غرم عليه».

  وابن السبيل: هو الطريق تذكر وتؤنث والتذكير أولى لأنه أغلب وقد جاء الوجهان في القرآن في قوله تعالى: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ اَ۬لْمُجْرِمِينَۖ ٥٦}⁣[الأنعام]،