المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول اللغة

صفحة 404 - الجزء 1

الآية الثامنة عشرة: [في أحكام قتل الخطأ]

  قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَّقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَـٔاٗۖ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَـٔاٗ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤْمِنَةٖ وَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَيٰ أَهْلِهِۦ إِلَّا أَنْ يَّصَّدَّقُواْۖ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوّٖ لَّكُمْ وَهْوَ مُؤْمِنٞ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤْمِنَةٖۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمِۢ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَٰقٞ فَدِيَةٞ مُّسَلَّمَةٌ إِلَيٰ أَهْلِهِۦ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤْمِنَةٖۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةٗ مِّنَ اَ۬للَّهِۖ وَكَانَ اَ۬للَّهُ عَلِيماً حَكِيماٗۖ ٩١}.

الفصل الأول اللغة

  الخطأ: خلاف الصواب، [قال الشاعر:

  فكان خطأ ما أتينا وحيثما ... كانا لا يدنس ولا يبرى

  ومنه قوله ÷: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان»⁣(⁣١)].

  والخطأ: الذنب، والخطأ على وجهين: أحدهما الذنب [يقال⁣(⁣٢)]: أخطأ إذا أذنب.

  وثانيهما: أن يقصد شيئاً فيصيب غيره وأصله ما وقع من غير قصد إليه بعينه ومنه قتل الخطأ.

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت في عياش بن أبي ربيعة المخزومي حين قتل الحارث بن زيد العامري خطأ، ذكره مجاهد وعكرمة والسدي، وذلك أن عياشاً أسلم قبل أن يهاجر رسول الله ÷ وخاف أهل مكة إظهار الإسلام فخرج إلى المدينة وتحصن في أطم من آطامها فجزعت أمه من إسلامه فصدر أخوان له من أمه وهما أبو جهل والحارث وحلفت لا تذوق طعاماً ولا يظلها سقف حتى يأتيا به


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).