الفصل الأول: اللغة
  المفسرين غير أبي مسلم فعنده أنه لا ناسخ ولا منسوخ في القرآن وأن معنى الكلام عنده أنكم إن صبرتم غاية الصبر كان يلقى المائتين منكم عشرون، وإنما علم أن منكم أهل الضعف لا يبلغون تلك الدرجة فإن صبرتم واثقين بالله كفى الألف الألفين، وهو محجوج بالإجماع وبنص القرآن في قوله تعالى: {۞مَا نَنسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٖ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَاۖ}[البقرة: ١٠٥].
  الثالثة: أن التكليف في الجهاد باقٍ ثابت الحكم إلى انقطاع التكليف على ما حققناه في آية الفرار من الزحف، وذهب شذوذ من العلماء إلى أن التكليف في بعض مسائل الجهاد إنما كان مع النبي ÷ وما وقع من التشديد في بعض المواضع إنما كان لشدة الأمر مع الرسول ÷ على ما أشرنا إليه في مواضع من الآية الثانية وغيرها مما ذكرناه في باب الجهاد.
الآية السابعة: [في الأسرى]
  قوله تعالى: {مَا كَانَ لِنَبِےٓءٍ أَنْ يَّكُونَ لَهُۥ أَسْرَيٰ حَتَّيٰ يُثْخِنَ فِے اِ۬لْأَرْضِۖ}[الأنفال: ٦٨].
الفصل الأول: اللغة
  النبيء بالهمز مأخوذ من الإنباء وهو الإخبار ومنه قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ١ عَنِ اِ۬لنَّبَإِ اِ۬لْعَظِيمِ ٢}[النبأ]، قال الشاعر:
  نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول
  والنبي بغير همزٍ مأخوذ من النباوة وهي الرفعة، قال الشاعر:
  ألم تعلموا يا قوم أن(١) محمداً ... نبياً كموسى خط في أول الكتب
(١) بدل: «يا قوم أن» في هامش الأصل: أنا وجدنا.