الفصل الأول: اللغة:
الآية الخامسة: [في وجوب استقبال القبلة]
  منها: قوله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اَ۬لْمَسْجِدِ اِ۬لْحَرَامِۖ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُۥۖ}[البقرة ١٤٤].
الفصل الأول: اللغة:
  فولِّ(١): فحول. الشطر: النصف، ومنه قول أمير المؤمنين # لعمر بن الخطاب لما طلب منه البيعة لأبي بكر وتشدد عليه: (احلب حلباً لك شطره) يعني # أنه يريد إثبات الأمر لأبي بكر حتى يثبتها له أبو بكر بعده، فكان الأمر كما قال ~. والشطر: نفسُ الشيء ونحوه، وعلى الوجهين اختلف المفسرون، والحرام: هو المحرم، يقال: حرم عليه كذا وكذا، إذا منعه منه، وسمي البيت الحرام لأنه ممنوع من الاصطلام كما مُنِع منه أصحاب الفيل. وقيل: سمي حراماً لأنه يحرم فيه ما يحل في غيره.
الفصل الثاني: النزول:
  ذكر ابن عباس وقتادة: أن النبي ÷ كان يحب أن تكون قبلته الكعبة، ولم يكن يدعو ربه حتى أذن(٢) له فيه، وكان يشاور جبريل @، فقال له جبريل: سل ربك، فجعل يديم النظر إلى السماء فنزلت الآية.
  وذكر الحسن والسدي وأبو علي: أن النبي ÷ لما وعد بتحويل القبلة عن بيت المقدس ولم يعلم إلى أي جهة يقع التحويل وكان يحب أن يكون التحويل إلى الكعبة، وكان يقلب طرفه في السماء ينتظر الوحي، فنزل جبريل بهذه الآية، وقيل غير ذلك.
(١) في (ب): فول: بمعنى فحول والشطر البعض من الشيء والنصف منه.
(٢) في (ب): يأذن.