المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول

صفحة 109 - الجزء 1

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت هذه الآية في ناس من الصحابة كانوا يعتكفون في المسجد و [كانوا⁣(⁣١)] يخرجون من المسجد فيباشرون نسائهم ويغتسلون ويعودون إلى المسجد فنزلت الآية نهياً لهم عن ذلك.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ} أطلق النهي عن المباشرة للمعتكف فاقتضى ذلك تحريمها ليلاً ونهاراً. وقيل: هذه المباشرة المنهي عنها هي الجماع، عن ابن عباس والضحاك والحسن وقتادة وغيرهم. وقيل: الجماع وما دونه من قُبلة وغيرها، عن ابن زيد ومالك.

  قوله: {وَأَنتُمْ عَٰكِفُونَ فِے اِ۬لْمَسَٰجِدِۖ} معناه: ملازمون للمسجد. وقيل: تحريم الجماع لأجل المسجد. وقيل: لأجل الاعتكاف.

  قوله: {تِلْكَ حُدُودُ اُ۬للَّهِ} يريد الأحكام التي تقدمت في الصوم والاعتكاف. قيل: حدود الله: شروطه، عن السدي. وقيل: فرائضه، عن شهر بن حوشب. وقيل: معاصيه، عن الضحاك. وقيل: ما منع الله منه، عن الزجاج. وقيل: حرمات الله، عن الحسن. وقيل: حدود الله⁣(⁣٢) الفاصلة بين الحلال والحرام.

  قوله تعالى: {فَلَا تَقْرَبُوهَاۖ} قيل: فلا تأتوها. وقيل: لا تقربوها بالمخالفة.

  قوله تعالى: {كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اُ۬للَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَۖ ١٨٦} قيل: لكي يتقوا المعاصي ويتمسكوا بالطاعات. وقيل: ليتقوا الجماع في الاعتكاف.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في الأصل: (حدوده)، وما أثبتناه من (ب).