المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 287 - الجزء 2

سورة الحجرات

  [ونذكر منها آيتين⁣(⁣١)

الآية الأولى: [في خبر الفاسق]

  قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْماَۢ بِجَهَٰلَةٖ فَتُصْبِحُواْ عَلَيٰ مَا فَعَلْتُمْ نَٰدِمِينَۖ ٦}.

الفصل الأول: اللغة:

  الفاسق: في أصل اللغة هو الخارج من غيره، والفسوق: خروج الشيء من الشيء، ويقال: فسقت الرطبة إذا خرجت من أكمامها، وسمى النبي # الفأرة فويسقة لكثرة خروجها من جحرها، قال الشاعر:

  فواسقاً عن قصدها حوائرا

  والنبأ: هو الخبر عن الأمر العظيم ومنه قوله [تعالى]: {قُلْ هُوَ نَبَؤٌاْ عَظِيمٌ ٦٦}⁣[ص]، وقوله [تعالى]: {عَنِ اِ۬لنَّبَإِ اِ۬لْعَظِيمِ ٢}⁣[النبأ]، وجمعه أنباء، قال الشاعر:

  نبئت أن رسول الله أوعدني ... والعفو عند رسول الله مأمول

  والتبيين طلب العلم عن حقيقة الشيء، والجهالة مصدر من جهل يجهل جهالة والجهل نقيض العلم قال الشاعر:

  جهلتَ قديمنا وفخرت عجبا ... بأربعة وذاك الفخر غي

  والجهل ما يبعث على مثله، قال الشاعر:

  ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا


(١) ما بين المعقوفين من (ب).