الفصل الثاني: المعنى:
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} يعني في الأنعام، وقيل: الإبل أي حسن منظر، ذكره ابن عباس، وقيل: ما(١) يستحسن بعضكم من بعض ويتجمل [أهل] الغنا، ذكره الأصم، وقيل: النيل الذي يناله عند من يرى إبله، ذكره أبو علي.
  قوله: {حِينَ تُرِيحُونَ} معناه حين تردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها، قال قتادة: وذلك أعجب ما يكون إذا راحت عظاماً ضروعها، طوالاً أسنمتها.
  قوله: {وَحِينَ تَسْرَحُونَۖ ٦} معناه: حين ترسلونها وتطلقونها إلى مراعيها.
  قوله: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} يعني: أمتعتكم وما تحتاجون إلى تحميله عليها من مال أو نفس.
  قوله: {إِلَيٰ بَلَدٖ} قيل: مكة ذكره ابن عباس وعكرمة، وقيل: سائر البلدان، ذكره الحسن وغيره وهو الوجه لأن منة الباري تعالى في تسخيرها لنا عامة في جميع البلدان والأزمان.
  قوله: {لَّمْ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ اِ۬لْأَنفُسِۖ} معناه: أنكم لا تصلون إليه إذا أردتم ذلك إلا بجهد الأنفس وتعبها ذكر معناه قتادة وهذا ظاهر لا لبس فيه.
الفصل الثالث: الأحكام: [التجمل وركوب البهائم]
  الآية تدل على جواز التجمل، وعلى ركوب البهائم وتحميلها وإتعابها في ذلك وفيه مسألتان:
  الأولى: التجمل بها وإن كان فوق الحاجة، والتجمل يختص ببعضها وهي الإبل خاصة والخيل والبغال على ما يأتي في الآية التي بعدها، وإن كان الجَمال يشملها جميعاً على بعض الوجوه فإن كان يقصد بما فوق الحاجة الرياء والسمعة
(١) وضع في نسخة المؤلف (×) على (ما) وأخرى على (أهل)، وكأنه إلغاء لهما ولما بينهما.