المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 255 - الجزء 2

  المذكورة في هذه الآية فنزلت هذه الآية.

  وروي عن ابن عباس أيضاً أنها نزلت في مالك بن زيد وقد خلفه الحارث بن عمر على أهله وقد خرج غازياً مع رسول الله صلى عليه وآله فرجع الحارث من طريقه فوجد مالكاً مجهوداً فسأله عن حاله فقال: تحرجت أن آكل طعامك بغير إذنك فنزلت الآية.

  وأما قوله تعالى: {أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاٗۖ} فقال ابن عباس: نزلت في قوم كان الغني منهم يدخل على الفقير من قرابته وصدقائه فيدعوه إلى طعامه فيتحرج فنزلت الآية رخصة لهم.

  وقيل: كان الواحد من العرب لا يحلب ناقته إلا أن يجد من يشربها ولا يأكل في بيت أحدٍ تكرماً فنزلت الآية.

  وقيل: لما نزل قوله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْماٗ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ اَ۬للَّهَ وَرَسُولَهُۥ}⁣[المجادلة: ٢١]، كره قوم مؤاكلة أقاربهم من المنافقين والكافرين فنزلت الآية برفع الحرج.

  وقيل: نزلت في قوم من الأنصار كانوا لا يأكلون مع الضيف إذا نزل بهم فنزلت الآية بالترخيص في الأكل كيف شاءوا مجتمعين أو أشتاتاً، ذكر ذلك عكرمة وأبو صالح، وذكر قتادة والضحاك وابن جريج أن هذه الآية نزلت في قوم من كنانة كانوا يتحرجون عن أكل الرجل وحده.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {لَّيْسَ عَلَي اَ۬لْأَعْمَيٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَي اَ۬لْأَعْرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَي اَ۬لْمَرِيضِ حَرَجٞ} معناه لا إثم عليكم ولا ضيق في مؤاكلة هؤلاء، ذكر معناه ابن عباس، وقيل: لا ضيق عليكم في الأكل من بيوت الغزاة - إذا خلفتم فيها - بغير إذنهم، ذكره الزهري.

  وقيل: لا حرج عليكم في الأكل من بيوت حمل غير أهلها إليها شيئاً، ذكر