المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول اللغة

صفحة 274 - الجزء 2

سورة النمل

  نذكر منها آية،

الآية المذكورة منها: [في قبح اللواط]

  قوله تعالى: {أَٰئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَ۬لرِّجَالَ شَهْوَةٗ مِّن دُونِ اِ۬لنِّسَآءِۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٞ تَجْهَلُونَۖ ٥٧}.

الفصل الأول اللغة

  الشهوة معروفة، والجهل نقيض العلم وقد ذكرناه أولاً.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {أَٰئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ اَ۬لرِّجَالَ شَهْوَةٗ مِّن دُونِ اِ۬لنِّسَآءِۖ} معناه: أنكم تحبون إتيان الذكور دون النساء على قبحه وقذره، وتدعون إتيان النساء على حسنه ونظافته، ولهذا قال لوط #: {هَٰؤُلَآءِ بَنَاتِے هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْۖ}⁣[هود: ٧٧]، وذلك مما لا يخفى على العقول إلا أن هوى النفس قد يميل إلى القبيح أكثر من ميله إلى الحسن ولهذا عظمت عند الله [تعالى] منزلة من خالف هوى نفسه قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَي اَ۬لنَّفْسَ عَنِ اِ۬لْهَوَيٰ ٣٩ فَإِنَّ اَ۬لْجَنَّةَ هِيَ اَ۬لْمَأْوَيٰۖ ٤٠}⁣[النازعات]، جعلنا الله من أهلها والناهين للنفس عن الهوى.

  قوله تعالى: {بَلْ أَنتُمْ قَوْمٞ تَجْهَلُونَۖ ٥٧} معناه تجهلون ما في ذلك من العقوبة، وقيل: تجهلون الحق فيه.

الفصل الثالث: الأحكام: [حد اللواط]

  الآية تدل على قبح اللواط، وتحريمه معلوم من الشرع الشريف ضرورة وفيه مسائل:

  الأولى: أن حكمه في الحد حكم الزنا فالبكر حده حد البكر ومن أحصن فحده حد المحصن هذا عندنا وهو قول الهادي والقاسم على ما ذكره أبو طالب وهو قول