المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 386 - الجزء 1

الآية الرابعة عشرة: [في الإصلاح بين الزوجين]

  قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماٗ مِّنْ أَهْلِهِۦ وَحَكَماٗ مِّنْ أَهْلِهَا إِنْ يُّرِيدَا إِصْلَٰحاٗ يُوَفِّقِ اِ۬للَّهُ بَيْنَهُمَاۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراٗۖ ٣٥}⁣[النساء].

الفصل الأول: اللغة

  الشقاق: المخالفة، قال الشاعر:

  ألا من مبلغ قيسا رسولاً ... فكيف وجدتم طعم الشقاق

  والتوفيق: [هو التسديد للشيء، والتوفيق من الله: هو⁣(⁣١)] اللطف [بما يقرب من المطلوب فيه⁣(⁣٢)].

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا} قيل: هو خطاب للمؤمنين، ذكره أبو علي، وقيل: خطاب للإمام، ذكره القاضي؛ لأنه ليس لأفناء الناس ذلك، وقيل: خفتم خشيتم وهو خلاف الأمن، وقيل: علمتم شقاق بينهما.

  قوله: {فَابْعَثُواْ حَكَماٗ مِّنْ أَهْلِهِۦ وَحَكَماٗ مِّنْ أَهْلِهَا} قيل: هو خطاب للسلطان الذي يترافعان إليه، وهو المأمور بالبعث، ذكره سعيد بن جبير والضحاك.

  وقيل: للرجل والمرأة، ذكره السدي، وقيل: أحد الفريقين حكماً من أهله وحكماً من أهلها ليكونا متوسطين، وإنما خص الحكمين من أهلهما لأنهما يفشيان أسرارهما إلى أهلهما، فيكونان أقرب إلى العلم بأحوال الزوجين ومصالحهما من الأجانب ويجب أن يكونا عدلين يوثق بقولهما ومن عَلِما ظلمه أقبلا عليه باللوم وأخبرا الإمام أو القاضي بحالهما.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).