المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى

صفحة 395 - الجزء 1

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {۞إِنَّ اَ۬للَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ اُ۬لْأَمَٰنَٰتِ إِلَيٰ أَهْلِهَا} قيل: الآية خطاب لولاة الأمر ذكره زيد بن أسلم ومكحول وشهر بن حوشب، وقيل: خطاب لليهود في بيان صفة النبي ÷، وقيل: خطاب للنبي # برد المفتاح ذكره ابن جريج.

  وقيل: خطاب للمكلفين بأداء ما أمرهم الله به من العبادات فالإنسان مؤتمن فيها ذكر معناه ابن مسعود، وصححه الحاكم |، قال: لأنه يدخل فيه الحقوق والديون والودائع وجميع ما أمر الله به، وقيل: هو خطاب لكل مؤتمن على شيء، ذكره ابن عباس والحسن وقتادة، وهو الصحيح عندنا.

  قوله: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ اَ۬لنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِۖ} معناه يأمركم أن تحكموا بالعدل في الإنصاف في قضاياكم، وقيل: خطاب لهم في نفي الظلم وأداء الحقوق وهذا الخطاب للأئمة والقضاة والأمراء.

  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ نِع۪مَّا يَعِظُكُم بِهِۦۖ} معناه: نعم العظة لكم عظة الله فافهموا ذلك واعملوا به.

  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ سَمِيعاَۢ بَصِيراٗۖ ٥٧} يسمع ما تحكمون به، بصيراً بأداء الأمانة ممن أداها وخيانة من خانها.

الفصل الرابع: الأحكام: [أداء الواجبات وصفة الحاكم]

  الآية تدل على وجوب أداء جميع الواجبات [وتدخل فيها الودائع وغيرها وتدل على وجوب⁣(⁣١)] العدل على الإمام والحاكم وعلى كل من يلي أمراً، وفيه مسائل:

  الأولى: الوديعة وما جرى مجراها كاللقطة والعارية ومن صار إليه حق


(١) ما بين المعقوفين من (ب).