الفصل الثالث: المعنى
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {۞إِنَّ اَ۬للَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ اُ۬لْأَمَٰنَٰتِ إِلَيٰ أَهْلِهَا} قيل: الآية خطاب لولاة الأمر ذكره زيد بن أسلم ومكحول وشهر بن حوشب، وقيل: خطاب لليهود في بيان صفة النبي ÷، وقيل: خطاب للنبي # برد المفتاح ذكره ابن جريج.
  وقيل: خطاب للمكلفين بأداء ما أمرهم الله به من العبادات فالإنسان مؤتمن فيها ذكر معناه ابن مسعود، وصححه الحاكم |، قال: لأنه يدخل فيه الحقوق والديون والودائع وجميع ما أمر الله به، وقيل: هو خطاب لكل مؤتمن على شيء، ذكره ابن عباس والحسن وقتادة، وهو الصحيح عندنا.
  قوله: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ اَ۬لنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِۖ} معناه يأمركم أن تحكموا بالعدل في الإنصاف في قضاياكم، وقيل: خطاب لهم في نفي الظلم وأداء الحقوق وهذا الخطاب للأئمة والقضاة والأمراء.
  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ نِع۪مَّا يَعِظُكُم بِهِۦۖ} معناه: نعم العظة لكم عظة الله فافهموا ذلك واعملوا به.
  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ كَانَ سَمِيعاَۢ بَصِيراٗۖ ٥٧} يسمع ما تحكمون به، بصيراً بأداء الأمانة ممن أداها وخيانة من خانها.
الفصل الرابع: الأحكام: [أداء الواجبات وصفة الحاكم]
  الآية تدل على وجوب أداء جميع الواجبات [وتدخل فيها الودائع وغيرها وتدل على وجوب(١)] العدل على الإمام والحاكم وعلى كل من يلي أمراً، وفيه مسائل:
  الأولى: الوديعة وما جرى مجراها كاللقطة والعارية ومن صار إليه حق
(١) ما بين المعقوفين من (ب).