الفصل الأول: اللغة
سورة يوسف #
  نذكر منها عشر آيات: ﷽
الآية الأولى: [في الدلالة على أن الجد أب]
  قوله تعالى: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكَ وَعَلَيٰ ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَيٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَۖ}[يوسف: ٦].
الفصل الأول: اللغة
  النعمة في الأصل هي المنّة، قال الشاعر:
  كم منة في تركها منة ... ومن جميل تركه أجمل
  والنعمة عند أهل الكلام هي المنفعة الحسنة التي قصد بها فاعلها وجه الإحسان إلى من أسداها إليه، وبعضهم لا يشترط حسنها وهو الأقرب عندنا.
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ} قيل: بالرسالة والعلم، وقيل: بإنقاذهم من المحن على يدي يوسف [#(١)]، وقيل: في قوله: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُۥ} أنه إخبار، وقيل: دعاء.
  {كَمَا أَتَمَّهَا عَلَيٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَٰقَۖ} فتمام النعمة على إبراهيم بأن تنباه وجعله خليلاً وأنجاه من النار وغير ذلك، وتمام النعمة على إسحاق [#(٢)] هو أن فداه بالذبح ذكره عكرمة وذهب إلى أنه الذبيح.
  وقيل: تمام النعمة عليه بأن جعل يعقوب وأولاده من صلبه وهذا قول أكثر المفسرين، ونحن نقول أيضاً: إن من جملة تمام نعمته النبوة وغير ذلك، وأكثر المفسربن على أن الذبيح هو إسماعيل #، وهو الصحيح، يدل عليه قول
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).