المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 54 - الجزء 2

الآية الثامنة: [في ذكر الأذان]

  قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَي اَ۬لصَّلَوٰةِ اِ۪تَّخَذُوهَا هُزُؤاٗ وَلَعِباٗۖ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٞ لَّا يَعْقِلُونَۖ ٦٠}.

الفصل الأول: اللغة:

  النداء: هو الدعاء بمد الصوت، قال الشاعر:

  لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي

  والأصل الندو وهو الإجتماع، والنادي موضع اجتماع القوم، ومنه دار الندوة

الفصل الثاني: النزول

  قيل: كان منادي رسول الله ÷ إذا نادى واجتمع المسلمون للصلاة، قالت اليهود: صلوا لا صلوا يقولون ذلك استهزاء فنزلت الآية ذكره الكلبي، وقيل: نزلت في نصراني كان في المدينة إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمداً رسول الله، قال عدو الله: حرق الكاذب، فتطايرت شررة في البيت وهو نائم فأحرقت البيت وأهله، ذكر معناه السدي.

  وقيل: إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول الله ÷ والمسلمين على ذلك فقالوا: يا محمد لقد أبدعت شيئاً لم يسمع فيما مضى فإن كنت نبياً فقد خالفت الأنبياء قبلك فمن أين لك صياح كصياح العير، فنزلت الآية، وقيل: كانوا يضحكون عند اجتماع الناس للجماعة يريدون بذلك تنفيرهم عن الدين.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَي اَ۬لصَّلَوٰةِ} معناه: إذا أذن مؤذنكم يدعوا إلى الصلاة.

  قوله: {اِ۪تَّخَذُوهَا هُزُؤاٗ وَلَعِباٗۖ} معناه: يسخرون، قيل: كانوا يتضاحكون بينهم تنفيراً عنه، وقيل: كان الداعي إليها بمنزلة اللاعب الهازئ جهلاً منهم.