المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الآية السابعة: [في الجهاد والتفقه في الدين]

صفحة 131 - الجزء 2

الآية السابعة: [في الجهاد والتفقه في الدين]

  قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اَ۬لْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۖ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٖ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِے اِ۬لدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَۖ ١٢٣}.

  هذه الآية لما كانت متعلقة بالجهاد والتفقه في الدين وقد ذكرنا في الجهاد فيما مضى ما يحتمله الحال وبقيت هاهنا مسألة واحدة وهي التفقه في الدين والمراد هاهنا علوم الفقه وما هو من العلم من فروض الكفايات لأنه لم يوجب النفير إلا على البعض وليس ذلك إلا وهو من فروض الكفاية فإن فروض الأعيان واجبة على كل مكلف نحو معرفة الله تعالى وما يتبعها من العلوم العقلية والشرعية الواجبة على الأعيان وتفصيل ذلك في كتب الأصول، وهذه العلوم التي هي من فروض الكفايات لا يجب على الواحد طلبها ما وجد من يقوم بذلك وأينما عدم وجب عليه والآية هذه تدل عليه ولا أعلم فيه مخالفاً بين المحصلين دون من يقول بسلامة المقلدين وهذا واضح والله الهادي.

الآية الثامنة: [في قتال الكفار]

  قوله تعالى: {۞يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ قَٰتِلُواْ اُ۬لذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ اَ۬لْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةٗۖ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اَ۬للَّهَ مَعَ اَ۬لْمُتَّقِينَۖ ١٢٤}.

الفصل الأول اللغة

  الولي: القُرب، قال الشاعر:

  فصالوا صولة فيمن يليهم ... وصلنا صولة فيمن يلينا

  والغلظة: الشدة وهي نقيض الرقة.

الفصل الثاني: النزول

  قيل: كان النبي ÷ يجعل عدوه وراء ظهره ويجاوزهم إلى غيرهم يريهم أنه لا يخافهم فنزلت الآية تعليماً للقتال.