الفصل الأول: اللغة
الآية الثامنة: [في حكم النطق بالكفر مع الإكراه]
  قوله تعالى: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنۢ بَعْدِ إِيمَٰنِهِۦ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُۥ مُطْمَئِنُّۢ بِالْإِيمَٰنِ}[النحل: ١٠٦].
الفصل الأول: اللغة
  التكفير في أصل اللغة: هو التغطية، قال الشاعر:
  في ليلة كفر النجوم غمامها
  ولهذا يقال في الليل: كافر؛ لأنه يغطي كل شيء بظلمته، والكافر: البحر؛ لأنه يغطي ما دخل فيه، قال الشاعر في الشمس لما اعتقد أن مغيب الشمس في البحر:
  حتى إذا ألقت يداً في كافرٍ ... وأجنَّ عورات الثغور ظلامها
  والكافر: الزراع، ومنه قوله [تعالى]: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ اَ۬لْكُفَّارَ نَبَاتُهُۥ}[الحديد: ١٩]؛ لأنه يغطي البذر في الأرض، والكافر في الشرع نقيض المؤمن وهو الذي يجحد بالله ورسله وما جاءوا به مأخوذ من وضع اللغة لأنه يغطي بجحوده التكاليف الواجبة عليه من عقلٍ وشرعٍ.
  والإيمان في اللغة التصديق، قال الشاعر:
  وبالغيب آمنا وقد كان قومنا ... يدينون للأصنام قبل محمد
  وأما الإيمان من جهة الشرع فهو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان، والإكراه حمل الغير على ما يكره، قال الشاعر:
  حملت به في ليلةٍ مزوَرة ... كرهاً وعقد نطاقها لم يحلل
  والكُره بالضم المشقة وبالفتح كذلك لغتان: ومنه قوله [تعالى]: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لْقِتَالُ وَهْوَ كُرْهٞ لَّكُمْۖ}[البقرة: ٢١٤]، معناه: مشقة عليكم، والكَره بالفتح ما أكرهت عليه، والكراهة أصل الباب وهي عند الأصوليين المعنى الذي يقتضي كون الواحد منا كارهاً ومحلها القلب ومن يثبت المعاني يقول: الباري عز