المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 267 - الجزء 1

الآية التاسعة والأربعون: [في المحافظة على الصلوات]

  قوله تعالى: {حَٰفِظُواْ عَلَي اَ۬لصَّلَوَٰتِ وَالصَّلَوٰةِ اِ۬لْوُسْطَيٰ وَقُومُواْ لِلهِ قَٰنِتِينَۖ ٢٣٦}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  الحفظ: [هو⁣(⁣١)] ضبط الشيء في النفس، وهو ضد النسيان، ثم يشبه به ضبط الشيء بالمنع عن الذهاب. والحافظ: خلاف المضيع. والوسطى: تأنيث الأوسط، ووسط الشيء: خياره وأعدله، ومنه قوله: {وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةٗ وَسَطاٗ}⁣[البقرة ١٤٣]، قال الشاعر:

  وهم وسط ترضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

  والقنوت: الطاعة في الأصل، ثم سميت الصلاة قنوتاً، وسمي أيضاً طول القيام: قنوتاً، والسكون فيها قنوتاً. وقيل: أصله المداومة على شيء واحد فحسن تصرفه في هذا الباب؛ إذ المداوم على الطاعة قانت، ذكر معناه علي بن عيسى. وقيل: أصل القنوت: الدعاء.

الفصل الثاني: النزول:

  قيل: كان رسول الله ÷ يصلي بالهاجرة وكانت أثقل الصلوات على أصحابه، فلا يكون وراءه إلا الصف والصفان، فقال ÷: «لقد هممت أن أحرق على قوم لا يشهدون الصلاة بيوتهم» فنزلت هذه الآية. وعن زيد بن أرقم: كنا نتكلم في الصلاة فيسلم الرجل فيردون عليه ويسألهم كم صليتم؟ كفعل أهل الكتاب، فنزل قوله: {وَقُومُواْ لِلهِ قَٰنِتِينَۖ ٢٣٦} فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).