المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 272 - الجزء 1

  {۞أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم} [ويدل على قول الشافعي أيضاً ما روي عن علي # أنه قال (المختلعة لها السكنى ولا نفقة لها⁣(⁣١)].

الآية الحادية والخمسون: [في تحريم الربا]

  قوله تعالى: {اَ۬لذِينَ يَأْكُلُونَ اَ۬لرِّبَوٰاْ لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ اُ۬لذِے يَتَخَبَّطُهُ اُ۬لشَّيْطَٰنُ مِنَ اَ۬لْمَسِّۖ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا اَ۬لْبَيْعُ مِثْلُ اُ۬لرِّبَوٰاْۖ وَأَحَلَّ اَ۬للَّهُ اُ۬لْبَيْعَ وَحَرَّمَ اَ۬لرِّبَوٰاْۖ فَمَن جَآءَهُۥ مَوْعِظَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ فَانتَهَيٰ فَلَهُۥ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُۥ إِلَي اَ۬للَّهِۖ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ اُ۬لنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَۖ ٢٧٤}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة:

  الربا: الزيادة، يقال: أربى على البيع، إذا زاد عليه، ومنه: الربوة، وهي الأرض المرتفعة لما زادت على ما حولها. والخبط: الضرب على غير استواء، ومنه: خبط الجمل الأرض بيديه، إذا ضربها، والتخبط: المس بالجنون، والخباط برفع الخاء: داء كالجنون. والمس: الجنون، مأخوذ من مسه ومباشرته. والسلف: كل شيء قدمته أمامك فهو سلفك، ومنه: الأمم السالفة. والعود: الرجوع.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {اَ۬لذِينَ يَأْكُلُونَ اَ۬لرِّبَوٰاْ} خص الأكل لأنه [المعظم⁣(⁣٢)]، وإلا فجميع التصرفات فيه محظورة، وأجمل القول فيه؛ لأنه كان معروفاً عندهم: إما ببيان متقدم وإما ببيان بعد النهي من غير تأخير.

  قوله: {لَا يَقُومُونَ} معناه: يوم القيامة من قبورهم، ذكره ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم من المفسرين.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): المطعم.