الفصل الثاني: المعنى:
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {وَتَوَلَّيٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَيٰ عَلَيٰ يُوسُفَۖ} معناه: انصرف عنهم وأعرض، {وَقَالَ يَٰأَسَفَيٰ} معناه يا حزناه، ذكره الحسن وقتادة والضحاك ومجاهد.
  قوله: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَٰهُ مِنَ اَ۬لْحُزْنِ فَهْوَ كَظِيمٞۖ ٨٤} معناه أنه عمي من البكاء وأضاف العمى إلى الحزن لأن الحزن داعية البكاء وسببه، قيل عمي فلم يبصر ست سنين، ذكره مقاتل، وقيل: أشرف على العمى فكان لا يرى إلا شيئاً يسيراً.
  قوله: {فَهْوَ كَظِيمٞۖ ٨٤} معناه مملوء من الحزن والهم فلا يبثه على أحد.
الفصل الثالث: الأحكام: [مسائل في الحزن والبكاء على ميت أو غيره]
  الآية تدل على إباحة الحزن والبكاء إذا لم يشاركه شيء من القبيح وفيه مسائل:
  الأولى: الحزن والبكاء على الذنب:
  وقد بكى كثير من الأنبياء $ على ذنوبهم وقد مدح الله [تعالىٍ] قوماً بالبكاء في كتابه الكريم فقال تعالى: {وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاٗۖ۩ ١٠٨}[الإسراء]، وقد ورد في الأخبار من هذا المعنى ما لا يمكن إحصاؤه في هذا المكان فمنه ما روي عن النبي ÷ من قوله: «ولو أن عبداً بكى في أمَّة لرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك العبد»، وما روي عنه ÷ أنه قال: «من بكى من مخافة الله حرم الله عليه النار وأدخله الجنة بفضل رحمته وله جنتان في الجنان ثم قرأ: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَٰنِ ٤٥}[الرحمن]»، وقوله ÷: «إن الله يحب كل قلب حزين»، وقوله ÷: «المؤمن حزين»، وكان أمير المؤمنين # يبكي من خشية الله