المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 413 - الجزء 1

الآية العشرون: [في قبول قول من أظهر الشهادتين]

  قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَيٰ إِلَيْكُمُ اُ۬لسَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِناٗ}⁣[النساء: ٩٣].

الفصل الأول: اللغة:

  في السلم [لغتان⁣(⁣١)] إحداهما: السلم بغير ألف. والثانية: السلام بألف. فالسلم بغير ألف: الاستسلام، والسلام بألف: هو التحية، قال الشاعر:

  إن السلام تحية الإسلام

الفصل الثاني: النزول

  قيل: نزلت في رجل لقي سرية رسول الله ÷ فقال: السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فقتله واحد من السرية وأخذوا غنيمات له واختلف العلماء فيه اختلافاً كثيراً فقيل: قال النبي # لقاتله: «لم قتلته وقد أسلم؟» قال: إنما قالها متعوذاً فقال ÷: «هلا شققت عن قلبه».

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَيٰ إِلَيْكُمُ اُ۬لسَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِناٗ} قيل: ألقى إليكم السلم أظهر الإسلام ذكر معناه أبو مسلم وقيل: استسلم ولم يقاتل وأظهر أنه من أهل الملة وقيل: ألقى إليكم السلم معناه حياكم بتحية الإسلام.

الفصل الرابع الأحكام: [تحريم قتل من أظهر الإسلام]

  ونذكر فيه مسألة واحدة وهو: أن من أظهر الإسلام أو ما يكون فيه شعار الإسلام لم يجز قتله حتى تعلم العاقبة من أمره وأول هذه الآية يدل عليه في قوله: (وإذا ضربتم في الأرض فتبينوا).

  ويدل عليه قول النبي ÷: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله».


(١) زيادة ليستقيم الكلام.