المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 336 - الجزء 2

سورة المنافقون

  [نذكر منها آية⁣(⁣١)]

الآية المذكورة منها: [في المنافقين وشهادتهم]

  قوله تعالى: {إِذَا جَآءَكَ اَ۬لْمُنَٰفِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اُ۬للَّهِۖ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُۥ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ اَ۬لْمُنَٰفِقِينَ لَكَٰذِبُونَۖ ١}.

الفصل الأول: اللغة:

  المنافق: هو الذي يظهر خلاف ما يبطن مشتق من النافقا وهو سرب تحت الأرض لليربوع له منفذ يخفى على الناظر يخرج منه إذا ضويق من وجه جحره، ومنه قوله [تعالىٍ]: {أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاٗ فِے اِ۬لْأَرْضِ}⁣[الأنعام: ٣٦]، قال الشاعر:

  ولا لكما منجى على الأرض فاطلبا ... بها نفقاً أو في السماوات سلما

  والشهادة الإخبار بما شاهد الشاهد، والشهادة عند القاضي إعلامه لمن له الحق.

الفصل الثاني: النزول:

  نزلت السورة في المنافقين عبد الله بن أبي ومن كان معه كانوا يحلفون عند رسول الله ÷ بأن محمداً رسول الله وأن في قلوبنا مثل ما نقول بألستنا وهم كاذبون، وقيل: كانوا إذا خلوا بضعفة المسلمين طعنوا في الإسلام فإذا بلغ النبي ذلك جاءوا معتذرين يحلفون كاذبين.

  وقيل: قال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، وإذا رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يريد بالأعز نفسه وبالأذل


(١) ما بين المعقوفين من (ب).