المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى

صفحة 266 - الجزء 2

  ومنه قوله تعالى: {اِ۟سْجُدُواْ لِأٓدَمَ}⁣[البقرة: ٣٣]، فقيل: السجود له سجود تكريم لا عبادة، والسجود الطمأنينة والانحناء في الصلاة وهو المقصود في الآية ومنه في الخبر: «أمر أن يسجد⁣(⁣١) على سبعة آراب اليدين والركبتين والقدمين والجبهة».

الفصل الثاني: المعنى

  قوله [تعالى]: {وَالذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداٗ وَقِيَٰماٗۖ ٦٤} قيل: هم المكثرون للصلاة بالليل لأن من صلى ركعتين لا يقال بات يصلي، وقيل: هم المصلون ركعتي المغرب وأربع ركعات بعد العشاء الآخرة ذكره الكلبي، وقيل: من صلي بالليل ركعتين أو أكثر فقد بات لله ساجداً وقائماً ذكره ابن عباس.

الفصل الثالث: الأحكام: [النوافل والترغيب فيها]

  الآية تدل على التعبد بالنوافل في الليل مع العشائين.

  وفي ذلك مسائل:

  الأولى: النوافل المنصوص عليها في صلاة الليل: وهما ركعتا المغرب والوتر، أما الوتر فقد أوجبه أبو عبد الله الداعي والناصر في الألفاظ وهو قول أبي حنيفة وعند سائر العلماء من العترة $ وغيرهم أنه سُنّة.

  والدليل عليه: قوله ÷: «ثلاثة عليَّ فرض ولكم تطوع: النحر، والوتر، وركعتا الفجر».

  الثانية: أن النوافل خير موضوع فمن استكثر فلنفسه، وقد روي أن أمير المؤمنين # كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكذلك روي عن زين العابدين مثل جده وروي أن عبد الله بن الحسن صلى الفجر بوضوء العتمة ستين سنة فإذا كان آخر الليل سجد وقال: سبحانك لم أعبدك حق عبادتك غير أني لم


(١) في (ب): أمرت أن أسجد.