الفصل الأول: اللغة
  ناسخة لما قبلها؛ لأنه [أمر(١)] بالقتال، وإن لم يبدأوا بالقتال لكي لا يكون كفر. وقيل: ليس بمنسوخ، ولكن إذا ابتدأوا بالقتال في الحرم تجب مقاتلتهم حتى يزول الكفر. وقال أبو مسلم: هو تأكيد لما تقدم.
  والصحيح عندنا أنه لا نسخ في هذه الآيات، بل نزلت جميعها في أمر الجهاد إلا أن الباري [تعالى] بَيَّنَ صورة قتالهم في الحرم في حالٍ، وفي الأشهر الحرم في حالٍ كما ذكر في الآية التي بعد هذه الآية، وهي قوله تعالى: {اَ۬لشَّهْرُ اُ۬لْحَرَامُ بِالشَّهْرِ اِ۬لْحَرَامِ وَالْحُرُمَٰتُ قِصَاصٞۖ فَمَنِ اِ۪عْتَدَيٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اَ۪عْتَدَيٰ عَلَيْكُمْۖ}[البقرة ١٩٤] ونحن نترك الكلام في هذه الآية فقد مر من الكلام في هذا المعنى ما فيه كفاية، وأطلق تعالى قتالهم في حال وهو إذا لم يكن في الحرم ولا في الأشهر الحرم.
الآية الحادية والعشرون منها: [في الإنفاق في سبيل الله]
  قوله تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِے سَبِيلِ اِ۬للَّهِ وَلَا تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَي اَ۬لتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْۖ إِنَّ اَ۬للَّهَ يُحِبُّ اُ۬لْمُحْسِنِينَۖ ١٩٤}[البقرة].
الفصل الأول: اللغة
  الإنفاق: إخراج الشيء عن ملكه، والإلقاء: [إرسال(٢)] الشيء إلى السفل(٣)، ومنه: {أَلْقِهَا يَٰمُوسَيٰۖ ١٨}[طه ١٩]، ومنه [قوله(٤)]: {أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَۖ ٤٢}[الشعراء ٤٣]، قال الشاعر:
  فألقت عصاها واستقر بها النوى ... كما قر عيناً بالإياب المسافر
(١) في (ب): أمرنا.
(٢) في (ب): تصيير.
(٣) في (ب): أسفل.
(٤) ما بين المعقوفين من (ب).