المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 189 - الجزء 2

سورة طه

  ونذكر منها آيتين

الآية الأولى: [في توحيد الله وبعض أحكام الصلاة]

  قوله تعالى: {إِنَّنِيَ أَنَا اَ۬للَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِے وَأَقِمِ اِ۬لصَّلَوٰةَ لِذِكْرِيَۖ ١٣}.

الفصل الأول: اللغة:

  الله قيل: اشتقاقه من التأله وهو التعبد قال الشاعر:

  سبحن فاسترجعن من تأله ... ...........................

  معناه: من تعبد، وقيل: غير ذلك.

  والذكر للشيء بعد نسيانه ومنه قوله ÷: «من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها»، والذكر الصلاة والدعاء، والذكر العلم ومنه قوله تعالى: {فَسْـَٔلُواْ أَهْلَ اَ۬لذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَۖ ٧}⁣[الأنبياء]، والذكر كل كتاب القرآن وغيره ومنه قوله [تعالى]: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَ۬لذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَۖ ٩}⁣[الحجر]، وقال: {مِنۢ بَعْدِ اِ۬لذِّكْرِ}⁣[الأنبياء: ١٠٤]، يريد من بعد التوراة.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {إِنَّنِيَ أَنَا اَ۬للَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا} هذه شهادة التوحيد والخروج عن الشرك بالله وهو الذي ذكره رسول الله ÷ للذي سأله عن رأس العلم فقال: «أن تعرف الله حق معرفته بلا ندٍّ ولا شبيه ولا مثل وأنه واحد ظاهرٌ باطن أول آخرٌ لا كفؤ له ولا نظير فذلك حق معرفته».

  وهذا العلم هو أشرف العلوم والواجب على كل مكلف معرفة الحي القيوم يوضحه قول رسول الله ÷: «الإيمان بضع وسبعون باباً أعلاه لا إله إلا الله وأدناه إماطة الأذى عن الطريق»، وموضع تفصيل ذلك علم الكلام.

  قوله: {فَاعْبُدْنِے} معناه اعبدني دون غيري وذلك لأن العبادة هي غاية