الفصل الثالث: المعنى
  فخدعاه وشداه ووصلا به إلى أمه فحلفت لا تحله من وثاقه حتى يكفر بالذي آمن به ففعل، فأتاه الحارث بن زيد وقال: يا عياش إن كان الذي عليه هدى فقد تركته وإن كان ضلالة فقد دخلت فيه - يعني الإسلام - فغضب عياش وحلف إن لقيه خالياً قتله، ثم أسلم بعد ذلك عياش وهاجر إلى المدينة ولقي الحارث وقد أسلم الحارث ولم يعلم عياش بإسلامه فقتله، فأُخبر بإسلامه فأتى رسول الله ÷ وأخبره به فنزلت الآية.
  وقيل: كان الرجل يسلم ويأتي قومه وهم مشركون فيغزوهم المسلمون فيقتلونه ولا يعلمون بإسلامه فنزلت الآية، ذكره عطاء.
  وقيل: نزلت في أبي الدرداء حين قتل الراعي خطأً لأن أبا الدرداء كان في سرية فعدل إلى شعب لحاجة له فوجد رجلاً في غنمه فحمل عليه بالسيف فقال: لا إله إلا الله، فبدر فضربه، ثما جاء بغنمه إلى قومه، ثم وجد في نفسه شيئاً فذكر ذلك لرسول الله ÷ فقال: «ألا شققت عن [سوداء(١)] قلبه» فنزلت الآية.
الفصل الثالث: المعنى
  قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ} قيل: ما كان له ذلك فيما أتاه من ربه من عهد الله الذي [عاهد عليه](٢)، ذكره قتادة، وقيل: ما كان له سبب جواز قتله.
  قوله: {أَنْ يَّقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَـٔاٗۖ} معناه: ليس له قتل المؤمن، لكن إذا(٣) وقع فالحكم ما ذكر.
  قوله: {وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَـٔاٗ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٖ مُّؤْمِنَةٖ} معناه: فعليه تحرير
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) في الأصل: عهد إليه. وما أثبتناه من (ب).
(٣) في الأصل: فإن. وما أثبتناه من (ب).