المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 121 - الجزء 1

الآية العشرون: [في الجهاد أيضاً]

  قوله تعالى: {وَقَٰتِلُوهُمْ حَتَّيٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٞ وَيَكُونَ اَ۬لدِّينُ لِلهِۖ فَإِنِ اِ۪نتَهَوْاْ فَلَا عُدْوَٰنَ إِلَّا عَلَي اَ۬لظَّٰلِمِينَۖ ١٩٢}⁣[البقرة].

الفصل الأول: اللغة

  العدوان في اللغة: مجاوزة الحد⁣(⁣١)، وهو ها هنا مجاز وتوسع؛ لأن جزاء الشيء يسمى باسمه، ومثله قوله تعالى: {وَجَزَٰٓؤُا سَيِّئَةٖ سَيِّئَةٞ مِّثْلُهَاۖ}⁣[الشورى ٤٠] والفتنة ها هنا: [الكفر⁣(⁣٢)].

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله: {وَقَٰتِلُوهُمْ} أمر المؤمنين بقتال المشركين.

  قوله [تعالى]: {حَتَّيٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٞ} معناه: حتى لا يكون شرك. وقيل: حتى لا تكون حرب، ذكره أبو مسلم.

  قوله: {وَيَكُونَ اَ۬لدِّينُ لِلهِۖ} قيل: يكون الدين دين الإسلام ويظهر على جميع الأديان. وقيل: يكون الانقياد والطاعة لأمره.

  قوله [تعالى]: {فَإِنِ اِ۪نتَهَوْاْ} معناه: امتنعوا من الكفر.

  قوله [تعالى]: {فَلَا عُدْوَٰنَ إِلَّا عَلَي اَ۬لظَّٰلِمِينَۖ ١٩٢} معناه فلا [جزاء⁣(⁣٣)] إلا على الظالمين. وقيل: على المشركين، ذكره قتادة والربيع وعكرمة.

الفصل الثالث: الأحكام: [وجوب القتال ولماذا أُطلِق هنا]

  الآية تدل على وجوب القتال، وتدل على أنه لا يقبل من مشركي العرب جزية؛ لأنه تعالى [أمر⁣(⁣٤)] بالقتال حتى لا يكون كفر. وقال أبو علي: هذه الآية


(١) في (ب): الحق.

(٢) في (ب): والفتنة معناها هنا: الشرك.

(٣) في (ب): جور.

(٤) في (ب): أمرنا.