الفصل الأول: اللغة:
سورة النساء
  مدنية يذكر منها تسع وعشرون آية شرعية. ﷽
الآية الأولى: [في أموال اليتامى]
  قوله تعالى: {وَءَاتُواْ اُ۬لْيَتَٰمَيٰ أَمْوَٰلَهُمْۖ وَلَا تَتَبَدَّلُواْ اُ۬لْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِۖ وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَٰلَهُمْ إِلَيٰ أَمْوَٰلِكُمْۖ إِنَّهُۥ كَانَ حُوباٗ كَبِيراٗۖ ٢}[النساء].
الفصل الأول: اللغة:
  الحوب: الإثم، وقيل: هو المصدر، وقيل: هو بالضم والفتح واحد.
الفصل الثاني: السبب:
  [قيل(١)]: نزلت الآية في رجل من غطفان كان معه مال لابن أخيه فلما بلغ طلب المال من عمه فأبى فترافعا إلى رسول الله ÷ فنزلت الآية، فقال الرجل: سمعنا وأطعنا نعوذ بالله من الحوب الكبير وسلم إليه ماله، ذكر ذلك مقاتل والكلبي.
  وقيل: كان الجاهلية لا يورثون الصغار والنساء، ويأخذ الكبير الميراث فنزلت الآية ونهوا عن ذلك، ذكره ابن زيد.
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله [تعالى]: {وَءَاتُواْ اُ۬لْيَتَٰمَيٰ أَمْوَٰلَهُمْۖ} قيل: إذا بلغوا وأونس منهم الرشد، وسماهم أيتاماً لقرب عهدهم بالبلوغ، وهذا من لسان العرب كما كانوا يقولون للنبي ÷ يتيم أبي طالب، وذكر معنى ذلك أبو علي وأبو مسلم وهو قول أكثر المفسرين.
  وقيل: المعنى أعطوهم ما يحتاجون من النفقة والكسوة وكانوا يظنون أنه لا يجوز إنفاق مال اليتيم عليه، فأباح ذلك، وصحح القاضي هذا الوجه.
  قوله: {وَلَا تَتَبَدَّلُواْ اُ۬لْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِۖ} قيل: الحرام بالحلال فلا تجعل بدل رزقك الحلال حراماً بتعجله، ذكره مجاهد وأبو صالح والأصم. وقيل: لا تجعل
(١) ما بين المعقوفين من (ب).