المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 172 - الجزء 2

الآية السادسة: [في الوفاء بالعهد]

  قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اِ۬للَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُواْ اُ۬لْأَيْمَٰنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}⁣[النحل: ٩١].

الفصل الأول: اللغة:

  الوفاء بالشيء هو التمام له، وفي الشيء إذا تم، ومنه وفي عدد الشهر إذا تم واستوفيت الكيل إذا أخذته تاماً، قال الشاعر:

  وفينا وخنتم لا بحل جعلتم ... سكرتم وما بي من خمار ولا سكر

  والعهد له معانٍ في اللغة فالعهد عندهم اليمين

  والعهد الوصية ومنه [قوله تعالى⁣(⁣١)]: {وَعَهِدْنَا إِلَيٰ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ}⁣[البقرة: ١٢٥]، وقول الطبيب لعلي # يوم ضربه ابن ملجم لما أبصر الضربة وقد تمكنت في رأس أمير المؤمنين #: «اعهد عهدك يا أمير المؤمنين فإن عدو الله قد تمكن منك» يريد: الوصية.

  والعهد: الضمان ومنه قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِے أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}⁣[البقرة: ٣٩]، يريد أوفوا بما ضمنتم من طاعتي أوف بما ضمنت لكم من رحمتي.

  والعهد الذمة ومنه قوله ÷: «ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده».

  والعهد الميثاق، والأصل في الباب هو الميثاق المؤكد والتوكيد التشديد في الشيء، يقال: أوكد عهدك معناه شده شداً وثيقاً وهذه لغة الحجاز، وأهل نجد يقولون فيه تأكيداً.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).