الفصل الأول: اللغة:
الآية السادسة: [في الوفاء بالعهد]
  قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اِ۬للَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُواْ اُ۬لْأَيْمَٰنَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا}[النحل: ٩١].
الفصل الأول: اللغة:
  الوفاء بالشيء هو التمام له، وفي الشيء إذا تم، ومنه وفي عدد الشهر إذا تم واستوفيت الكيل إذا أخذته تاماً، قال الشاعر:
  وفينا وخنتم لا بحل جعلتم ... سكرتم وما بي من خمار ولا سكر
  والعهد له معانٍ في اللغة فالعهد عندهم اليمين
  والعهد الوصية ومنه [قوله تعالى(١)]: {وَعَهِدْنَا إِلَيٰ إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْمَٰعِيلَ}[البقرة: ١٢٥]، وقول الطبيب لعلي # يوم ضربه ابن ملجم لما أبصر الضربة وقد تمكنت في رأس أمير المؤمنين #: «اعهد عهدك يا أمير المؤمنين فإن عدو الله قد تمكن منك» يريد: الوصية.
  والعهد: الضمان ومنه قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِے أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}[البقرة: ٣٩]، يريد أوفوا بما ضمنتم من طاعتي أوف بما ضمنت لكم من رحمتي.
  والعهد الذمة ومنه قوله ÷: «ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده».
  والعهد الميثاق، والأصل في الباب هو الميثاق المؤكد والتوكيد التشديد في الشيء، يقال: أوكد عهدك معناه شده شداً وثيقاً وهذه لغة الحجاز، وأهل نجد يقولون فيه تأكيداً.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).