الفصل الثالث: المعنى: [حل الرفث إلى النساء والأكل والشرب ليلة الصيام]
  صلاة العشاء باشروا نساءهم، فنزلت الآية، ذكره ابن عباس والسدي.
الفصل الثالث: المعنى: [حل الرفث إلى النساء والأكل والشرب ليلة الصيام]
  قوله: {أُحِلَّ لَكُمْ} هذا يقتضي تحريماً متقدماً، وهو يحتمل أن يكون التحريم في شريعة من قبلنا، وهو الذي ذهب إليه أبو مسلم؛ محافظة على أصله، وهو أن النسخ لا يجوز عنده، فقال: كان محرماً على النصارى وأحل لنا.
  وذهب سائر المفسرين إلى أن التحريم كان في شريعتنا ثم نسخ، وهذا هو الصحيح، وما روي في سبب نزول الآية يدل عليه.
  قوله: [{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَ۬لصِّيَامِ اِ۬لرَّفَثُ إِلَيٰ نِسَآئِكُمْۖ} ذكر الأصم أن(١)] الرفث: كلمة جامعة لحاجات الرجال إلى نسائهم. وذكر ابن عباس وأكثر المفسرين أن الرفث: هو الجماع.
  قوله: {هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمْ} معناه: سكن لكم، ذكره ابن عباس. وقيل: هن كاللباس [لكم(٢)] يحل لكم أن تلابسوه، ذكره أبو علي. وقيل: حلال لكم، ذكره الحسن.
= ولا شرب، حتى يكون من الغد عند دخول الليل، حتى كان من أمر الانصاري ما كان وهو رجل يقال له: أبو قيس، واسمه صرمة بن أنس، فعمل في بعض حوائط المدينة فأصاب مداً من تمر فأتى به امرأته وهو صايم فأبدلته له بمد من دقيق، فعصدته له فنام لما به من الوهن والتعب قبل أن تفرغ مرأته من طعامه، ثم جاءت به حين فرغت، فأيقظته ليأكل؛ فكره أن يعصي الله ورسوله فطوى تلك الليلة مع ما تقدم من يومه، ثم أصبح صائما من غده، فمر برسول الله Á فرآه مجهودا فقال له: «لقد أصبحت يا أبا قيس طليحاً» فأخبره بما كان من خبره فسكت صلى الله عليه وعلى آله عنه، وكان عمر بن الخطاب في رجال من أصحابه قد أصابوا نساءهم في شهر رمضان، فخافوا أن يذكر أمر أبي قيس في شئ من القرآن فيذكروا معه، فقام عمر في أولئك الناس، فقالوا: استغفر لنا يارسول الله؛ فإنا قد واقعنا النساء، فقال رسول الله ÷: «ما كنت جديراً بذلك يا عمر»، فأنزل الله تعالى في أبي قيس وعمر وأصحابه ما أنزل، ونسخ أمر الصيام الاول ... إلخ.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) ما بين المعقوفين من (ب).