المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى

صفحة 425 - الجزء 1

الفصل الثالث: المعنى

  قوله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ} يعني محمداً ÷، قوله [تعالى]: {فَأَقَمْتَ لَهُمُ اُ۬لصَّلَوٰةَ} يعني أقمت الصلاة لأصحابك بحدودها، ذكره الحسن، وقيل: أقمت لهم الصلاة معناه كنت إماماً لهم.

  قوله: {فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٞ مِّنْهُم مَّعَكَ} معناه تقف طائفة من أصحابك معك وفيه محذوف قد دل الكلام عليه تقديره: وطائفة تجاه العدو، لأنه جعلهم طائفتين لهذا المعنى.

  وقوله: {وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْۖ} وقيل: المأمور بأخذ السلاح هم الطائفة التي مع الإمام في الصلاة، وقيل: المأمور بأخذ السلاح [هم⁣(⁣١)] الطائفة الأخرى التي هي قبالة العدو، ذكره ابن عباس تقديره: ولتأخذ الطائفة الأخرى السلاح وتقف قبالة العدو، وقيل: يحتمل أن يكون أمراً للطائفتين بأخذ السلاح.

  قوله: {فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِنْ وَّرَآئِكُمْۖ} يعني من خلفكم في مقابلة العدو.

  قوله: {وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَيٰ لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ} معناه أن الطائفة الأخرى تأتي فتصلي مع النبي ÷ آخر صلاته بعد تمام الطائفة الأولى للصلاة والتسليم وينصرفوا فيقفوا بإزاء العدو فتأتي الطائفة الأخرى للصلاة على خلاف نذكره في صورة الصلاة.

  قوله: {وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْۖ} معناه ليكونوا حذرين ومتأهبين بالسلاح للقتال.

  قوله: {وَدَّ اَ۬لذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ


(١) ما بين المعقوفين من (ب).