المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

المعنى:

صفحة 174 - الجزء 1

  يستر رأسها. والميسر: القمار، قيل أخذ من اليسر، وهو وجوب الشيء، يقال: يسر لي هذا معناه: وجب لي. وقيل: سُمي ميسر لأنه يُجَزَّأ، وكلما جزأته فقد يسرته. والياسر: الجازر؛ لأنه يجزئ اللحم. وقيل: أخذ من اليسر، وهو التسهيل للشيء، ومنه: تسمية الجزور ميسرة إذا قسموها أقساماً واشتركوا فيها؛ لتسهل عليهم ويقامروا عليها بالقداح.

المعنى:

  قوله تعالى: [{۞يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ اِ۬لْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِۖ} معناه⁣(⁣١)]: يسألونك - يا محمد - عن الخمر والميسر، وهو القمار.

  [قوله⁣(⁣٢)]: {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٞ كَبِيرٞ} [معناه⁣(⁣٣)]: عظيم.

  [قوله⁣(⁣٤)]: {وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ} فمنافع الخمر: لذة شربها عند أهلها وثمنها عند بيعها. ومنافع القمار: ما يحصل لهم من الأموال من غير تعب ولا نصب، والإثم لا يكون في عينهما فلا بد من ضمير يتعلق به الإثم، فقيل: هو شربها، وقيل: الإثم فيما يؤدي إليه من فحش الكلام والعدواة والبغضاء التي تقع عندهما. والصحيح أن الإثم حاصل بالشرب واللعب في القمار، لا فيما يؤديان إليه؛ ولهذا إن الفاعل لهما ربما لا يحدث منه شيء من هذه الأشياء، فالإثم حاصل على كل حال [وإن جرى شيء من هذه الأشياء ففيه أيضاً الإثم⁣(⁣٥)].

  قوله: {وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَاۖ} [معناه: أنه يلزم عليها من العقوبة أكبر⁣(⁣٦)]


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).

(٤) ما بين المعقوفين من (ب).

(٥) ما بين المعقوفين من (ب).

(٦) الذي في الأصل: لأنه يلزم عليه من العقوبة أكثر، وما أثبتناه من (ب).