الفصل الثاني: النزول:
  إنا محيوك فاسلم أيها الطلل ... وإن محلت(١) وإن طالت بك الطول
  وقيل: التحية هي الملك، قال الشاعر:
  من كل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التحية
  وسميت التحية ملكاً لأن الملك يقال له من التحية ما لا يقال لغيره فيقال له: أنعم صباحاً، ويقال له: أبيت اللعن، فسميت التحية بالملك، قال لبيد الشاعر للملك النعمان:
  احذر أبيت اللعن لا تأكل معه
  المباركة البركة هي الزيادة ومنه قوله تعالى: {بَرَكَٰتٖ مِّنَ اَ۬لسَّمَآءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: ٩٥]، والطيبة نقيض الخبيثة.
الفصل الثاني: النزول:
  قيل: نزلت الآية في هؤلاء الزمنى إذا خلفهم الغزاة في منازلهم وكان الغزاة يسلمون إليهم المفاتيح فتحرجوا، فنزلت الآية رخصة لهم، ذكره الزهري وسعيد بن المسيب.
  وذكر سعيد بن جبير والضحاك ومقسم أن أهل المدينة كانوا لا يخالطون هؤلاء الزمنى في طعامهم فامتنع الزمنى عن مؤاكلتهم لأن الناس يتقذرونهم، فنزلت الآية.
  وذكر ابن عباس أنه لما نزل قوله [تعالى]: {وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِالْبَٰطِلِ}[البقرة: ١٨٧]، تحرج المسلمون عن مؤاكلة هؤلاء الزمنى خشية ألا يستوفوا نصيبهم لضعفهم فنزلت الآية، وذكر ابن عباس أيضاً أنه لما نزل قوله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُواْ أَمْوَٰلَكُم بَيْنَكُم بِالْبَٰطِلِ} تحرج قوم من الأكل في هذه البيوت
(١) في الأصل: كمنت. والمثبت من نخ المؤلف.