المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى

صفحة 67 - الجزء 1

  الكفار، فنزلت الآية.

  وروت عائشة: أنها نزلت في الأنصار؛ لأنهم قبل الإسلام لم يكونوا يطوفون بهما، ثم سألوا رسول الله ÷ عن ذلك، فنزلت الآية.

الفصل الثالث: المعنى

  قوله [تعالى⁣(⁣١)]: {۞إِنَّ اَ۬لصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَٰٓئِرِ اِ۬للَّهِۖ} معناه: أن الصفا والمروة من آياته وأعلامه التي جعلها لعباده⁣(⁣٢). وقيل: فيه حذف تقديره: الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله. وقيل: من متعبداته. وقال أبو علي: معناه من أعلامه التي عرَّف عباده بأنه موضع العبادة. وقيل: من المناسك، ذكره ابن عباس. وقيل: من دين الله، ذكره الحسن.

  [قوله⁣(⁣٣)]: {فَمَنْ حَجَّ اَ۬لْبَيْتَ أَوِ اِ۪عْتَمَرَ} معناه: فمن قصد البيت بحج أو عمرة {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ}، أي: لا حرج عليه أن يطوف بهما، وقال أبو علي وغيره: أن لا يطوف بهما، فحذف «لا». وذكر القاضي أنه لا حاجة إلى تقدير الحذف؛ لأنه مستغنٍ عن هذه الزيادة. وقيل: لا إثم عليه في الطواف بينهما.

  ورفع الإثم يدل على أن الطواف حسن، ولفظة الجناح وإن كانت تفيد معنى الإباحة فالإجماع منعقد على أن الطواف مشروع، وأنا متعبدون به، وإنما اختلفوا هل هو واجب أو مندوب؛ فلهذا طلبوا وجهاً يصرف إليه الخطاب وعلقوه بالسبب الذي لأجله نزلت الآية؛ ليستقيم الكلام ويخرج عن معنى الإباحة.

  قوله: {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراٗ} قال ابن عباس ومقاتل، والكلبي: معناه زاد في الطواف حول البيت بعد الطواف الواجب، وقال مجاهد وأبو علي: معناه من


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) في (ب): لعبادته.

(٣) ما بين المعقوفين من (ب).