المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 93 - الجزء 2

الآية الثالثة: [في الخمس ومصارفه]

  قوله تعالى: {۞وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَےْءٖ فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُۥ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِے اِ۬لْقُرْبَيٰ وَالْيَتَٰمَيٰ وَالْمَسَٰكِينِ وَابْنِ اِ۬لسَّبِيلِ إِن كُنتُمْ ءَامَنتُم بِاللَّهِ}⁣[الأنفال: ٤١].

الفصل الأول: اللغة

  الغنيمة: ما غنمه الإنسان مأخوذ من أصل اللغة لأن الغنم في الأصل هو الربح والزيادة، واليتيم: من مات أبوه قبل البلوغ، والمسكين: من لا يملك شيئاً وهو أضعف حالاً من الفقير وعليه أكثر أهل اللغة، وابن السبيل: المسافر المنقطع به في سفره.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {۞وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَےْءٖ} معناه ما حصل لكم من مال أهل الحرب بالمقاتلة قل أو كثر.

  قوله: {فَأَنَّ لِلهِ خُمُسَهُۥ} ذكر الحسن بن محمد بن الحنفية $ وغيره أن قوله: (لله) مفتاح للكلام، وأن لله الدنيا والآخرة لا أن هناك سهم لله غير الخمسة المذكورة في الآية.

  وروي عن أبي العالية أنه جعل سهماً سادساً لله يجعل في نفعات الكعبة وهذا خلاف الإجماع ذكره في تفسير الحاكم

  قوله: {وَلِلرَّسُولِ} قيل: كان للرسول سهم من الخمس وقيل سهم الله وسهم رسوله واحد، ذكره ابن عباس وإبراهيم وقتادة وعطاء.

  قوله: {وَلِذِے اِ۬لْقُرْبَيٰ} معناه قرابة النبي ÷، ولا خلاف فيه بين العلماء وإنما اختلفوا في تعيينهم فقيل: هم بنو هاشم، وروي ذلك عن زين العابدين علي بن الحسين وعن عبد الله بن الحسن بن الحسن وهو رأي أهل البيت $.

  وهو قول ابن عباس ومجاهد، وقيل: هم بنو هاشم وبنو المطلب وروي ذلك عن جبير بن مطعم وهو مذهب أبي علي وأبي مسلم والشافعي، وقيل: هم آل