المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى:

صفحة 262 - الجزء 2

  الآية، وقيل: الطهور الطاهر في نفسه ومنه قوله تعالى: {وَسَقَيٰهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباٗ طَهُوراًۖ ٢١}⁣[الإنسان]، معناه لا يخالطه نجس ولا قذر ولا فساد، وقيل: لا يستحيل إلى البول، قال الشاعر:

  عذاب الثنايا ريقهن طهور

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ مَآءٗ طَهُوراٗ ٤٨} قيل: طاهراً، وقيل: طاهراً في نفسه ومطهراً لغيره.

الفصل الثالث: الأحكام: [طهارة الماء وحكمه إذا تغير]

  الآية تدل على طهارة الماء وعلى كونه مطهراً.

  وفيه مسائل:

  الأولى: أن الماء إذا كان نازلاً من السماء أو نابعاً من الأرض لم يخالطه شيء مما يخرجه عن كونه طهوراً فإن هذا الماء يكون طاهراً مطهراً وهذا مما لا خلاف فيه والآية تدل عليه.

  الثانية: أن يشوبه شيء حكماً وهو الماء الذي يستعمل في قربة فرض أو نفل لا للتبرد فإنه يكون طاهراً مطهراً عندنا وهو قياس قول القاسم # ذكره ابن أبي الفوارس وهو قول المؤيد بالله على المصحح من قوليه وهو أحد قولي المنصور بالله وهو قول الحسن البصري والزهري والنخعي والثوري ومالك في رواية وزفر وداود والإمامية.

  وأما الذي ذكره الأخوان والحقيني من مذهب الهادي # وغيرهم من أهل المذهب غير أبي العباس: أنه طاهر غير مطهر، وهو قول المؤيد بالله القديم وهو أحد قولي المنصور، وهو قول زيد بن علي والناصر وأبي عبد الله الداعي وهو قول الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه، وذهب أبو العباس إلى أنه نجس وخرجه على المذهب وهو قول أبي يوسف ورواية عن أبي حنيفة.