الفصل الثاني: المعنى:
الفصل الثاني: المعنى:
  قوله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ} اختلف العلماء في هذه الإفاضة على قولين: فمنهم من قال: إن هذه الإفاضة هي الإفاضة الأولى من عرفات، إلا أن الباري تعالى أعاد ذكرها لسبب، وهو أن قريشاً وحلفاءها - وهم الحُمْس - كانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها ولا يقفون في عرفات، وغيرهم من الناس يقف فيها، فأمرهم الله تعالى أن يفعلوا كما يفعل غيرهم من الوقوف في عرفات والإفاضة منها، ذكر ذلك ابن عباس وعائشة والحسن ومجاهد وقتادة.
  ومنهم من قال: إن هذه الإفاضة غير الإفاضة الأولى، فالأولى: من عرفات، وهذه من المزدلفة، ذكره أبو علي وصححه الحاكم، وهو الأصح. وذكر الضحاك أن الأمر بالإفاضة لجميع الناس أن يفيضوا من حيث أفاض الناس، والمراد بالناس إبراهيم #. وقيل: يعني آدم #، ذكره سعيد بن جبير والزهري. وقيل: يعني بالناس العلماء الذين يعلمون الناس معالم الدين. وقيل: هم أهل اليمن وربيعة، ذكره [بعضهم(١)]. وقيل: من عدا الحمس، وقد تقدم ما ذكره ابن عباس وغيره في ذلك.
الفصل الثالث: الأحكام:
  الآية تدل على أنا متعبدون بالإفاضة من عرفات والمزدلفة وهذا التعبد واجب لا لمجرد الأمر بل لأنه بيان [لواجب(٢)]، وبيان الواجب واجب، فأما مجرد الأمر فليس يقتضي الوجوب عندنا وموضع تفصيله أصول الفقه، [وقد قدمنا طرفاً من أعمال الحج(٣)].
(١) ما بين المعقوفين من (ب).
(٢) في (ب): لمجمل واجب.
(٣) ما بين المعقوفين من (ب).