المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: النزول

صفحة 66 - الجزء 1

  وقيل: شعائر الله: أعلام متعبداته.

  والحج في أصل اللغة: هو القصد، ثم صار في الشرع اسماً لأشياء⁣(⁣١) مخصوصة [نحو الإحرام، والوقوف بعرفة، والطواف، معقود منه⁣(⁣٢)]، وفيه معنى اللغة، فإن هذه أعمال مقصودة.

  والعمرة: هي الزيارة، مأخوذة من العمارة؛ لأن زائر المكان يعمره بزيارته. وقيل: العمرة أيضاً: عبارة عن القصد، يدل عليه قول الشاعر:

  ومعتمر في ركب عزة لم يكن ... يريد اعتمار البيت لولا اعتمارها

  وقد صار في الشرع اسماً لأعمال مخصوصة معقودة بنية، وهي الإحرام والطواف، والسعي.

  والجناح في أصل اللغة: هو الميل، ومنه قوله تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}⁣[الأنفال ٦٢] معناه: إن مالوا إليه فَمِلْ إليه، ومنه جناح الطائر.

  والطواف: هو الدوران حول الشيء، قال الشاعر:

  أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثم آتي⁣(⁣٣) ... إلى بيتٍ قعيدتُهُ لَكَاعِ

  ثم صار الطواف في الشرع اسماً للطواف بالبيت، وهو دوران مخصوص.

الفصل الثاني: النزول

  روى ابن عباس والشعبي، قالا: كان على الصفا والمروة صنمان، فكره المسلمون الطواف بينهما؛ فنزلت الآية، وذكر أبو علي مثل ذلك، إلا أنه قال: أصنام.

  وذكر أنس ومجاهد: أن الأنصار كرهوا الطواف بينهما؛ لأنهما كانا من مشاعر


(١) في (ب): لأعلام.

(٢) الذي في (ب): معقوداً بنية.

(٣) في (ب): ثم آوي.